صحافة عربية

رغم انتقادها الصين.. أمريكا تلجأ لـ"الرقابة الرقمية" ضد كورونا

"المشكلة هنا، أن هذه العملية يمكن أن تتوسع لتشمل كل بيانات مستخدمي تلك التطبيقات حول العالم"- تويتر
"المشكلة هنا، أن هذه العملية يمكن أن تتوسع لتشمل كل بيانات مستخدمي تلك التطبيقات حول العالم"- تويتر

نشرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية تقريرا انتقدت فيها ازدواجية الولايات المتحدة بشأن ما أسمتها "البوليسية الرقمية"، واتخاذ مواجهة انتشار فيروس كورونا الجديد كذريعة لتعزيز الرقابة وجمع المعلومات الشخصية عبر الإنترنت.

 

وذكرت الصحيفة أن الغرب اعتبر جهود الصين في استخدام الذكاء الاصطناعي لكبح تفشي المرض "انتهازية"، رغم أن تلك الخطوات أثمرت في نهاية المطاف.

 

وفي المقابل، بدأت محادثات بين الحكومة الأميركية وشركتي "غوغل" و"فيسبوك" لبحث إمكانية حصولها على موقع وحركة جميع مستخدمي الهواتف الذكية في عموم البلاد، متذرعة بالحجة ذاتها.

 

ونقلت الصحيفة عن مسؤولون أميركيين قولهم إن "البيانات الكبرى" التي سيتم جمعها عبر تلك العملية، ستساهم في التنبؤ ببؤر الانتشار الجديدة المحتملة ما سيساهم في كبح الفيروس.

 

وأضافت: "مع تصاعد أزمة فيروس كورونا، تحركت شركة فيسبوك على جبهات مختلفة: الترويج للمعلومات المقدمة من مصادر مختصة (أميركية) ومكافحة انتشار المحتويات الكاذبة والمضللة ودعم الخدمات الصحية ماديا وتكنولوجيا بشكل خاص".

 

وتابعت: "على أرض الواقع، يراد من فيسبوك الترويج للرواية الأميركية بشأن منشأ فيروس سارس-كوف-2، والتي يعززها تكرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في كل مناسبة، بعبارة الفيروس الصيني".

 

وينقل التقرير عن "كارولينا ميلانيزي"، وهي محللة في شركة "كرييتف ستراتيجيز"، قولها "إذا كان مدراء فايسبوك أذكياء، فسيستخدمون هذه الفرصة لتلميع صورة علامتهم التجارية. في إشارة إلى فضائح التلاعب بالبيانات الشخصية التي شوهت سمعة الموقع الاجتماعي (خلال العامين الماضيين)".

 

اقرأ أيضا: صحفي أمريكي: بهذه الوسائل هزمت الصين كورونا (شاهد)


وتلفت الصحيفة إلى أن مصدرا مطلعا على المحادثات المشار إليها قال لمحطة "سي أن بي سي" الأميركية إن الجهود المبذولة للاستحصال على بيانات مواقع المستخدمين تتم من قبل فريق عمل مكون من 60 شركة تقنية، تعمل مع مكتب البيت الأبيض لعلوم التكنولوجيا ومكتب الابتكار الأميركي.

 

ومن بين هذه الشركات Facebook وGoogle وTwitter وUber وApple وIBM، "بالإضافة إلى رواد في الصحة العامة من جامعة هارفرد ومؤسسات أخرى".

 

وبحسب "الأخبار"، فإن مهمة فريق العمل بسيطة "استخدام الخبرة المتخصصة لمجتمع التكنولوجيا لتقديم توصيات إلى البيت الأبيض ومسؤولي الصحة العامة الآخرين الذين يساعدون في تقليل تأثير هذا المرض".

 

نطاق واسع.. على طريقة "11 سبتمبر"


وتضيف الصحيفة: "المشكلة هنا، أن هذه العملية يمكن أن تتوسع لتشمل كل بيانات مستخدمي تلك التطبيقات حول العالم وليس فقط سكان الولايات المتحدة الأميركية، ولنا في ما كشفه ادوارد سنودن خير دليل على ذلك".

 

وتوضح: "بحجة هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر 2001)، قامت أجهزة الاستخبارات الأميركية بالالتفاف على قوانين مشابهة أقرت يومها لرصد حركة المجموعات الإرهابية حول العالم، ليتبين بعدها أن تلك الأجهزة تنصتت وراقبت الجميع. حتى الهاتف الشخصي للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لم يسلم من ذلك".

 

اقرأ أيضا: ترامب يعلن الحرب على "كورونا" ويكرر أن "الفيروس صيني"


في الحالة الراهنة، الأمر مشابه، يضيف التقرير، الذي أشار إلى قول "ميشيل ريتشاردسون"، مديرة مشروع الخصوصية والبيانات في مركز الديمقراطية والتكنولوجيا: "لا يمكن القول إن هذا الفعل سيكون من دون مخاطر على خصوصية المستخدم.. إن الاستحصال على المعلومات الشخصية للمستخدم مع بيانات موقعه الجغرافي ومع معلوماته الصحية، أمر خطير، ويمكن أن يستخدم بطرق عديدة لاستغلال الناس أو الإضرار بهم".

 

وتتابع ريتشاردسون: "صحيح أن البيت الأبيض يقول إنه سيجمع تلك المعلومات بشكل مبهم (أي أن الدولة ستجمع البيانات لكن من دون معرفة اسم الشخص)، ولكن من يملك تلك المعلومات والبيانات من السهل عليه تحديد إلى من تعود".

التعليقات (0)