هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أطلق مركز العودة الفلسطيني الجمعة، فعاليات حملة "العودة حقي وقراري" الشعبية في مدينة إسطنبول التركية، بحضور عدد من الشخصيات السياسية الفلسطينية والتركية والمناصرة للشعب الفلسطيني.
وشارك في حفل إطلاق فعاليات الحملة
بإسطنبول، رئيس لجنة فلسطين بالبرلمان التركي حسن توران، والسفير الفلسطيني لدى
تركيا فائد مصطفى، ورئيس لجنة فلسطين في البرلمان الأردني يحيى سعود، ورئيس مؤتمر
فلسطينيي تركيا محمد مشينش، إلى جانب لفيف من الناشطين والإعلاميين ورؤساء
المؤسسات.
"تفاعل كبير"
وأشار مدير عام مركز العودة الفلسطيني، طارق حمود، إلى
أن الحملة لاقت تفاعلا كبيرا على المستويات الرسمية والشعبية والبرلمانية كافة،
وقد جمعت في أول أسبوعين عشرات الآلاف من التوقيعات، ولن تتوقف إلا في نيويورك
والأمم المتحدة"، مشيرا إلى أن الحملة ستنطلق في عدة دول غربية بحلول منتصف
الشهر المقبل.
وأضاف حمود، خلال كلمته في المؤتمر الصحفي: "دورنا
كشعوب وكحكومات أن نعزز ونعضد الموقف الدولي، حتى يثبت في مواجهة الهجمة الأمريكية"،
لافتا إلى أن "الموقف الأوروبي من صفقة القرن هو موقف جيد ومعقول، ومن الممكن
أن يتعزز أكثر".
وأوضح أن "حملة (العودة.. حقي وقراري) بدأت قبل 9 شهور، ونعمل حاليا على جمع التوقيعات الإلكترونية والورقية حتى
نصل إلى عدد يعكس الشعب الفلسطيني، لنعيد إنتاج حق العودة بعد غياب قسري لهذا
العنوان لسنوات طويلة"، منوها إلى أن "الحملة هي واحدة من المشاريع
الكبرى التي تسعى لإعادة العنوان الفلسطيني إلى قضايا الأمة".
ووجّه مدير عام مركز العودة الفلسطيني الشكر لكل
القائمين والمتفاعلين مع هذه الحملة، داعيا وسائل الإعلام بألا تكتفي فقط بنقل
الحدث، بل التفاعل معه أيضا.
"حق غير قابل للتفاوض"
وشدّد السفير الفلسطيني في تركيا، فائد مصطفى، على أن "حق
العودة ليس حقا قابلا للتفاوض، ولم ولن يتراجع شعبنا عن هذا الحق، ولن نستسلم تحت
أي ظرف من الظروف مهما اشتدت عليه الأزمات والصراعات".
وأشاد بـ "حملة العودة.. حقي وقراري"، قائلا:
"هذه الحملة مهمة جدا، ونشد على أيدي القائمين
عليها، ونشكر مركز العودة على إطلاقه هذه المبادرة المهمة".
وهاجم السفير الفلسطيني في تركيا صفقة القرن، بقوله:
"يستحيل أن نسميها صفقة سلام، بل أقرب ما تكون إلى مذكرة تفاهم بين ترامب ونتنياهو،
وهي تفتقد إلى كل المقومات العادلة، وتضمنت الكثير من الخروقات القانونية، التي بلغت أكثر
من 100 خرق".
وتابع: "ما تناولته هذه الصفقة في قضية اللاجئين الفلسطينيين
وحق العودة، هو نسف لكل المرجعيات الدولية، حيث إنها شطبت تماما حق العودة، وتعاملت
مع الأمر من خلال تبني الرواية الإسرائيلية من تلك القضية؛ فهناك محاولات لاستبدال
الشرعية الدولية بشرعية جديدة، هي شرعية القوة والغطرسة التي ينتهجها ترامب".
وأوضح مصطفى أن "حق العودة هو حق أصيل، مثل الحق في
الحرية والاستقلال وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ولا مجال
للتراجع عن ذلك".
"الموقف التركي"
بدوره، أكد رئيس لجنة فلسطين في البرلمان التركي، حسن توران،
أن "الشعب التركي يدعم جميع جهود الشعب الفلسطيني التي يقوم بها في كل
المحافل، ونقف إلى جانب القضية الفلسطينية؛ فالقدس هي قبلتنا نحن، ونراها خطا
أحمر، ونعلن هذا لكل العالم، ولن نتركها لقرارات ترامب ونتنياهو".
واعتبر تدشين حملة العودة حقي وقراري قرارا صائبا،
مشدّدا على أنه "ينبغي تحرير فلسطين في أقرب وقت، ونحن نقف إلى جانبكم في هذا
العمل، ولا نرى أنه يكفي أن يعود الفلسطينيون فقط إلى أراضيهم، بل ونعود نحن كأمة
إلى هناك، ونصلي صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، فهو قلب الأمة، والقضية الفلسطينية هي قضية جميع المسلمين والإنسانية كلها".
وأكمل توران: "نحن نعدّ صفقة القرن وجميع الاتفاقيات
التي تظلم الفلسطينيين لاغية وغير موجودة من الأساس، ونسعى لإلغاء تلك الأوراق
والقاذورات، ووقوف تركيا والدول الإسلامية أمام تلك الصفقة جعلتها تفقد قيمتها،
ولم ينجح ترامب في إقناع المجتمع الدولي بها".
وتابع توران: "ما يجب علينا القيام به، هو الاستمرار
في دعم القضية الفلسطينية من أجل إكسابها زخما أكبر، وأن نعمل بشكل منظم وفعّال،
ويجب أن نتحرك من القول إلى الفعل في أقرب وقت، وأنا شخصيا أؤيد حملة حق العودة،
وسأوقع عليها، وسننشر هذه الحملة في محيطنا، وسنجعل الناس يوقعون عليها".
وأضاف: "إسرائيل اليوم موجودة، لكنها غدا لن تكون
موجودة، بينما فلسطين ستبقى إلى الأبد، وجميع الخطط الماكرة ضد الشعب الفلسطيني
ستنقلب عليهم، ونحن دائما إلى جانب اللاجئين الفلسطينيين والعرب".
"معسكر الظلام"
وقال رئيس لجنة فلسطين في البرلمان الأردني، يحيى السعود:
"نحن في الأردن، ندعم كل خيارات الشعب الفلسطيني بما فيها خيار المقاومة، ونشكر
الدولة التركية رئيسا وحكومة وشعبا على مواقفهم الداعمة للقضية الفلسطينية، وقد
أطلقنا هذه المبادرة لنوصل رسالتنا إلى العالم والمنظمات الدولية".
ولفت إلى أن "أمريكا ضربت بعرض الحائط القرارات
الدولية كافة، وانحازت انحيازا واضحا إلى معسكر الظلام (إسرائيل)، ونقول لأمريكا عليكِ
أن تعودي إلى رشدكِ، وأن تنحازي للشرعية الدولية وإلى معسكر السلام وليس
الظلام".
واستطرد السعود قائلا: "مستمرون في جمع المليون
توقيع، وعلينا دعم الحملة والتفاعل معها، والمشاركة في التصويت فيها، لأن حق
العودة هو حق مقدس لا يستطيع كائن من كان أن يحرمنا من هذا الحق الأصيل، ولا
يستطيع ترامب بقرار فردي أن يحرمنا منه".
وعتب على كل المؤسسات التي قال إنها تنحاز إلى "معسكر
الظلام وليس الشرعية الدولية، وخاصة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي تسمع
وترى بطش معسكر الظلام"، لافتا إلى أن هناك تعديا سافرا على الأردن في صفقة
القرن.
"وحدة الأمة"
وأضاف رئيس مؤتمر فلسطينيي تركيا، محمد مشينش: "نحن نبذل من أجل العودة كل الجهود، والحملة تتجاوز كل العقبات التي فُرضت على
الشعب الفلسطيني، وانطلاقها من تركيا له معان كثيرة، أبرزها تجسيد وحدة الأمة
والنضال. ونحن معكم قلبا وقالبا في هذه الحملة، وسنبذل كل الجهود لدعمها".
وحملة "العودة حقي وقراري" هي مبادرة شعبية
تطوعية أطلقها مركز العودة الفلسطيني في لندن بالتعاون مع منتدى فلسطين الدولي للاتصال،
وبالشراكة مع لجنة فلسطين في البرلمان الأردني، إضافة لداعمين من عشرات المؤسسات والفعاليات
في جميع أنحاء العالم.
وتعتمد
الحملة على التفاعل الشعبي عبر الوسائل التقنية، من خلال منصة توقيع على موقعها الإلكتروني www.myreturn.net، والتواصل
المباشر مع مجاميع الوجود الفلسطيني داخل الوطن، وفي مخيمات الشتات عبر فرق تطوعية بإدارة
منصة ساري لدعم التطوع.
وتمتد
الحملة عالميا بهدف جمع أكبر عدد ممكن من التوقيعات على وثيقة محددة النص باللغة العربية
ولغات عالمية أخرى. هذه الوثيقة ترفض المشروع الأمريكي للتسوية المسمى "صفقة القرن"،
وتدعو للتمسك بحق العودة، وتأكيد وضعه المكفول في القوانين والقرارات الدولية.