صحافة دولية

بلومبيرغ: أبناء المهاجرين ليسوا سعداء بالهجرة

بوريس جونسون يلقي خطابا في مانشستر - جيتي
بوريس جونسون يلقي خطابا في مانشستر - جيتي

وجه الكاتب في وكالة "بلومبيرغ" ليونيل لورانت، انتقادات للمسؤولين الغربيين، على خلفية التشدد مع المهاجرين والهجرة بشكل عام، مشيرا إلى أن كثيرا منهم يتناسون أنهم أبناء مهاجرين بالأصل.

وقال لورانت في مقال له، بعنوان: "أبناء المهاجرين ليسوا سعداء بالهجرة"، ترجمته "عربي21"، إن "جد دونالد ترامب الألماني المولد، جاء إلى أمريكا بطريقة غير شرعية، في سن المراهقة، بنهاية القرن التاسع عشر، وهي حقيقة لم يذكرها وهو يهدد بترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين".

وأضاف: "أما بوريس جونسون، الذي رعى خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي، فهو من مواليد الولايات المتحدة، لوزير عثماني تركي، ووزير الداخلية بريتي باتيل، الذي وضع نظام الهجرة الجديد الأكثر صراحة والقائم على النقاط ويفضل مهارات معينة، فوالداه مولودان بأوغندا ووصلا إلى البلاد بلا شيء".

ولفت إلى أنه من المغري تصويرهم، أنهم "منافقون يؤججون الخوف، لكن جونسون كان سعيدا بالدفاع عن المهاجرين حين كان رئيسا لبلدية لندن، فالأمور ليست واضحة تماما".

وأشار إلى أنه "في الوقت الذي يشعر فيه المهاجرون مثلي بالإحباط بسبب سياسات المسؤولين، فإن أمثال جونسون وباتيل يبدوان على تماثل مع العديد من مواطنيهم، مثل ترك الاتحاد الأوروبي وفرض قيود جديدة على الهجرة، وفق تعهدات قدمت خلال الحملة الانتخابية فازا على إثرها بالأغلبية البرلمانية".

ولفت إلى استطلاع رأي أجرته مؤسسة YouGov، الأسبوع الماضي بشأن المهاجرين، توصل إلى نتيجة مفادها أن 48 بالمئة من البريطانيين، يعتقدون أن مستوى الهجرة في البلاد "مرتفع جدا". في حين يرى  33 بالمئة أنه متوسط، و6 بالمئة رأوه منخفضا، لكن 83 بالمئة من البريطانيين قالوا إن على المهاجرين تعلم لغة البلد المضيف.

 

إقرأ أيضا: الحد من الهجرة إلى بريطانيا ضمن تعهدات جونسون الانتخابية

وقال الكاتب إن سياسات الهجرة: "مثلها مثل سياسات التجارة، تعكس الرغبة في مزيد من السيطرة على ما يطلق عليه الكاتب البريطاني ديفيد جودهارت أشخاص ذوو هوية متأصلة، لديهم نقص في التنقل الجغرافي والعلاقات الاجتماعية، ومؤهلات مهنية قليلة".

ولفت إلى أن الهجرة "تسلط الضوء على الفائزين والخاسرين في العولمة، وكانت الحواجز المنخفضة أمام التجارة والهجرة جيدة للاقتصاد بشكل عام، كما يظهر من عمل الاقتصاديين مثل جوناثان بورتس، ما يؤدي للحصول على سلع أرخص وأكثر كفاءة وتوظيف كامل تقريبا في المملكة المتحدة، لكنه خلق بالمقابل مزيدا من المنافسة، أحدثت توترات على الهامش، ما دفع السياسيين إلى استعادة السيطرة على سياسة الهجرة مهما كلف الثمن".

وقال الكاتب: "مع تحقق خروج بريطانيا من الاتحاد، واقتراب حركة الاتحاد الأوروبي الحرة من الانتهاء، يبدو أن نقاشات كثيرة قد انتهت، بعد طفرة لمدة 10 سنوات في هجرة الاتحاد إلى بريطانيا، وبدء المهاجرين العودة إلى ديارهم، وهي قضية لا تمثل أولوية بالنسبة إلى البريطانيين، كما كانت عليه من قبل، رغم أنها موضوع مثير للانفعال، لكن النقاشات الدائرة حول الهجرة تخضع للرقابة".

وتابع لورانت: "يعتقد المحافظون الحاكمون، جونسون وباتيل، أن نظامهم الجديد سيؤدي إلى انخفاض صافي الهجرة الإجمالية، وبالتالي تهدئة غضب الناخبين، عبر نظام النقاط والسماح للعمال ذوي المهارات العالية، والذين يتحدثون الانجليزية، والتفكير يذهب إلى تجنب العمال البريطانيين التنافس مع عمال الاتحاد الأوروبي ذوي الأجور المنخفضة".

ومع ذلك بحسب الكاتب، سيتعين على المملكة المتحدة، التأكد باستمرار من مساعدة المهاجرين للاقتصاد وسكانه المتقدمين في السن، عبر الإيصالات الضريبية، وتزويد هيئة الصحة الوطنية، وتوفير العمالة الموسمية للزراعية وملء الفجوات في المهارات الوظيفية.

ورأى أنه من الصعب "رؤية كيف لجونسون وصل هذه الدائرة، والنقاط (وفق قانونه) لا تعطى بسخاء، وهذه فجوة هائلة يجب سدها في أقل من عام، فبالنسبة لشباب المملكة المتحدة البالغ تعدادهم 800 ألف شاب غير العاملين حاليا، قد تتعالى أصواتهم، إذا رفع الحاجز لدخول المهاجرين، ما يعني فجوة أوسع مع الأجانب الذين سيحصلون على رواتب جيدة والسكان الأصليين الذين يحصلون على أجور سيئة وأعمال ضعيفة.

واعتبر الكاتب أن ما يجري اليوم بشأن الهجرة "ليس سوى بداية لعملية طويلة، لكن لأول مرة منذ عقود، تناقش المملكة المتحدة كيفية إدارة مجمل سياسة الهجرة، ويجب على الأشخاص قليلي المهارة والامتداد الجغرافي والعلاقات الاجتماعية القليلة، القفز على فرص المشاركة".

ولفت إلى أن متابعة ما يجري في البرلمان الأوروبي، لمنح "المواطنة المترابطة" للبريطانيين، هي "محاولة حمقاء وغير مسؤولة، ومن الأفضل قضاء الوقت في محاولة التأكد من حصول طالبي اللجوء السياسي، والمهاجرين على العلاج اللازم عند القدوم إلى بريطانيا".

وشدد على أنه يجب "عدم التغاضي عن أخطار عالم يتراجع إلى حدود الوطنية"، مشيرا إلى أن "آخر موجة مماثلة من العولمة، حدثت في مطلع القرن العشرين، وأوقفتها الحرب في نهاية المطاف".

التعليقات (0)