سياسة عربية

انفجار الوضع عسكريا بين قبليين والقوات السعودية شرق اليمن

تجمع قبليون يمنيون في مواجهة القوات السعودية بالمهرة- تويتر
تجمع قبليون يمنيون في مواجهة القوات السعودية بالمهرة- تويتر

اندلعت اشتباكات مساء الإثنين، هي الأعنف، بين مقاتلي قبليين من جهة وقوات سعودية مسنودة بقوة أمنية محلية، في محافظة المهرة، أقصى شرق اليمن.

وأفادت مصادر محلية بأن قبائل المهرة، منعوا قوة سعودية مسنودة بقوات أمنية تابعة للسلطة المحلية، من السيطرة على منفذ شحن البري الواقعة في بلدة تحمل الاسم ذاته على الحدود مع سلطنة عمان.

فيما قال أحد المصادر لـ"عربي21"، تحفظ عن ذكر اسمه: "مع محاولة القوة اليمنية التي يصفونها بـ"ميليشيات" ـ دربتها وسلحتها الرياض ـ، مدعومة بقوات سعودية، اقتحام المنفذ والسيطرة عليه، انفجر الوضع عسكريا مع المقاتلين القبليين".

وأكد المصدر أن قيادة القوات السعودية المتمركزة في مطار الغيظة، عاصمة محافظة المهرة، قامت بهذا التحرك بهدف إحكام قبضتها على هذا المنفذ الاستراتيجي، وهو ما تصدى له رجال القبائل.

وبحسب المصدر فإن رجال القبائل أفشلوا التحرك العسكري السعودي في السيطرة على منفذ شحن البري، وخاضوا اشتباكات هي الأعنف، منذ بدء التوتر بينهما قبل عامين تقريبا.

وذكر المصدر أن القوات السعودية وإثر تصدي قبائل المهرة لهذه المحاولة، تدخلت مقاتلات "الاباتشي" وقصفت  مواقع بالقرب من تمركزات مقاتلي القبائل في منطقة "فوجيت" بين مديريتي حات وشحن.

وأسفرت الاشتباكات عن إصابة 3 من عناصر القوات اليمنية المساندة للقوات السعودية، وأحد رجال القبائل، حسبما أفاد به المصدر.

ولفت إلى أن التوتر بين مقاتلي القبائل والقوات السعودية والمحلية المساندة لها، توزعت في مديرية حات، وفي نقطة تنهالن، في الطريق الواصل بين مدينة الغيظة، مركز محافظة المهرة، ومديرية شحن، بعد إيقاف قبليون تعزيزات كانت متوجهه نحو مثلث "فوجيت" (يربط بين مديريتي حات وشحن)، القريبة من الحدود العمانية.

من جانبه، قال بيان للمركز الإعلامي للسلطة المحلية بمحافظة المهرة، إن "رتلا من قوات التحالف العربي (قوات سعودية) مسنودة بقوات المهام الخاصة (تابعة للسلطة المحلية) تعرض لكمين مسلح نصبه مجموعة من المتمردين المسلحين على الطريق المؤدي إلى منفذ شحن بالمحافظة.

وأضاف البيان أن "مواجهات عنيفة اندلعت عقب الكمين"، مؤكدا أن قوات التحالف وقوات المهام الخاصة أفشلت الكمين وقامت بملاحقة المسلحين الذين لاذوا بالفرار.

وتابع البيان قائلا: إن قوات التحالف كانت في مهمة دورية معتادة للقيام بعملية التفتيش الروتيني اليومي، إلى جانب استقصاء طبيعة الوضع الأمني في منفذ للشحن. لافتا إلى أن الكمين والمواجهات لم يسفرا عن أي خسائر بشرية.

 

اقرأ أيضا: ما مصير طاقم المقاتلة السعودية التي سقطت شمال اليمن؟

من جهتها أكدت لجنة الحراك الشعبي السلمي، في محافظة المهرة، شرق اليمن، رفضها اعتداءات القوات السعودية ضد المواطنين وقبائلها.


وقال بيان صادر عن لجنة الاعتصام السلمي المناهض للوجود السعودي بالمهرة مساء الاثنين،: "ندين الاعتداءات الاجرامية التي قامت بها قوات "الاحتلال السعودي" ومليشياتها (قوات أمنية حكومية) ضد المواطنين وأبناء القبائل في منطقة فوجيت  بمديرية شحن يوم الاثنين، أدت إلى سقوط مصابين".


واستنكر البيان الذي وصل "عربي21" نسخة منه، هذه الممارسات والانتهاكات "التي يقوم بها الاحتلال السعودي  ومليشياته ضد أبناء المحافظة".

 

واعتبر البيان أن تواجد ما وصفته بـ"قوات الاحتلال السعودي ومليشياتها وأذنابها على أرضنا الطاهرة مخالفا لكافة الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية، وقرارات مجلس الأمن، وميثاق جامعة الدول العربية، فضلا عن كونه خرق فاضح وتعد صارخ للدستور والقوانين اليمنية، وانتهاكاً للسيادة والهوية الوطنية".


واتهم البيان القوات السعودية بـ"إفراغ مؤسسات الدولة الرسمية الشرعية من مهامها وواجباتها، وتضييق الخناق على المواطنين في حريتهم، ومعيشتهم، ومنع مرور البضائع وحركة المواطنين في المنافذ الحدودية وفي مقدمتها منفذ شحن الاستراتيجي الذي لا يمكن التفريط فيه مهما كلفنا ذلك"، مشيرا إلى أن ما تصفه "الاحتلال" يسعى إلى تحويل هذا المنفذ كبقية المنافذ إلى ثكنات عسكرية "ليمارس أبشع أنواع الظلم والاضطهاد والقمع وتقييد حريات المواطنين".


وحثت لجنة الاحتجاج السلمي اليمنيين على "الوقوف في وجه هذا الاحتلال وطرده، وتحرير البلاد من غطرسته".


وناشد البيان المجتمع الدولي ومجلس الأمن وكل أحرار العالم ومنظماته الإنسانية والحقوقية إلى التدخل العاجل "لوقف جرائم واعتداءات القوات السعودية" على وصفه.


وكانت لجنة  الاحتجاج السلمي بالمهرة، التي تشكلت منذ عام 2017، كحركة شعبية ضد الوجود العسكري السعودي، قد اتهمت الأحد، "القوات السعودية المتواجدة في منفذ شحن الحدودي بمحافظة المهرة، أقدمت على اتخاذ قرارات تعسفية ضد المسافرين اليمنيين".


وتشهد محافظة المهرة التي توصف بأنها بوابة اليمن الشرقية، توترا متواصلا بين القبائل الرافضة للوجود السعودي وقواتها منذ عامين، في ظل حراك شعبي مساند للقبائل، تصاعد مجددا، إثر قرارات تعسفية ضد المسافرين اليمنيين، وفقا لبيان صادر قيادة الحراك الشعبي السلمي، أمس الأحد.

ومن الإجراءات التي أقرتها القوات السعودية في منفذ شحن مع عمان "منع مرور المعدات الثقيلة التي يستوردها المواطنين من الخارج، ومنع إعطاء تصاريح جمركة معدات المواطنين، إضافة إلى إلزام المسافرين باستخراج جوازات سفر جديدة بالرغم من عدم انتهاء صلاحيتها".

التعليقات (0)