ملفات وتقارير

ما حقيقة قدرة حفتر على فرض حظر جوي فوق طرابلس؟

حفتر أعلن حظرا جويا فوق العاصمة طرابلس- مطار معيتيقة
حفتر أعلن حظرا جويا فوق العاصمة طرابلس- مطار معيتيقة

أثار إعلان اللواء المتقاعد خليفة حفتر الأربعاء، فرض حظر جوي فوق العاصمة الليبية طرابلس، مقر حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، وتهديده باستهداف أي طائرات تحلق في الأجواء، أسئلة حول قدرة حفتر العسكرية على تنفيذ هذا الحظر، رغم عدم امتلاكه لمنظومات اعتراض جوية متطورة.

 

وهذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها حفتر حظر الملاحة فوق طرابلس، إذ إنه أعلن في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي حظرا يمتد من منطقة المايا غربي العاصمة إلى منطقة القره بوللي شرقا، ومن مدينة ترهونة إلى مدينة غريان جنوبا.

 

وأعلنت إدارة مطار معيتيقة الدولي، المطار الوحيد العامل في العاصمة الليبية، الأربعاء تعليق الملاحة الجوية "حتى إشعار آخر"، وذلك عقب تهديد حفتر بإسقاط أي طائرة تحلّق في سماء طرابلس سواء كانت مدنية أم عسكرية.


وقالت إدارة المطار في بيان، إنّه تم "تعليق حركة الملاحة الجوية بمطار معيتيقة الدولي لحين إشعار آخر ونقل الرحلات لمطار مصراتة الدولي" الواقع على بعد 200 كلم شرقي العاصمة.
وقال الناطق باسم قوات حفتر اللواء أحمد المسماري خلال مؤتمر صحافي: "نعلن تفعيل منطقة الحظر الجوي" فوق العاصمة الليبية وضواحيها.

 

اقرأ أيضا: قوات حفتر تقصف مطار معيتيقة.. وتعليق الملاحة

وأضاف أنّ "قاعدة معيتيقة الجوية ومطار معيتيقة هي مناطق عسكرية ممنوع منعاً باتا استخدامها للطيران المدني أو العسكري، وإنّ تحليق أيّ طائرة، مدنية أو عسكرية، أياً كانت تبعية هذه الطائرة وتبعية الشركة المالكة لها، سيشكّل خرقاً لإطلاق النار وبالتالي سيتم تدميرها بشكل مباشر".


وبرّر المسماري هذا القرار بأنّ مطار معيتيقة يستخدم لغايات عسكرية من أجل استقدام مقاتلين من تركيا التي تدعم حكومة الوفاق الوطني المناوئة لحفتر والمعترف بها من الأمم المتحدة، لكن الوفاق نفت ذلك مرارا.


الخبير العسكري الليبي، عادل عبد الكافي شكك في قدرة قوات حفتر على تنفيذ حظر جوي فوق العاصمة طرابلس، معتبرا أن ما أعلنه المسماري، هو "وهم ودعاية" لرفع معنويات مقاتلي حفتر على جبهات القتال حول طرابلس.


ولفت عبد الكافي في حديث لـ"عربي21" إلى أن حفتر من الناحية العسكرية لا يملك مقومات تنفيذ الحظر الجوي فوق أجواء المنطقة الغربية، ولا يملك الطائرات أو المعدات اللازمة لمقتضيات إعلانه، مشيرا إلى أن ما أعلنه يأتي في سياق "تسويق الأوهام لمناصريه والقوات التي يدفعها للقتال حول طرابلس، بعد ورود تقارير وأخبار مؤكدة عن تداعيات وحالة من التذمر في صفوف قواته المنتشرة على جبهات القتال، بفعل استمرار القتال دون حسم، والخسائر الباهظة التي تتكبدها قواته".


والحظر الجوي يعني منع تحليق الطائرات في المجال الجوي بمنطقة معينة، واتخذت بعض الدول قرارات بفرض حظر جوي في أجواء بعينها، رغم أن الحظر هو اختصاص أصيل لمجلس الأمن الدولي فقط.


وتحدد إحداثيات منطقة الحظر الجوي، وتجري مراقبتها بواسطة نظام الرادار والإنذار المبكر المحمول جوا بطائرات الـ"أواكس"، التي يفترض أن تحلق على مدار الساعة فوق منطقة الحظر، "لكن حفتر لا يملك مثل هذه المنظومات المتطورة ليقوم بفرض الحظر الجوي على المنطقة المعلنة، ما يعني أنه غير قادر فعليا على تنفيذ ومراقبة منطقة الحظر، الأمر الذي يدفعه لانتهاج أساليب غير مجدية، كإطلاق الصواريخ صوب المطارات". بحسب عبد الكافي.

 

اقرأ أيضا: الوفاق الليبية: طيران إماراتي يواصل قصف مطار معتيقية ومحيطه

وكانت قوات حكومة الوفاق أعلنت في وقت سابق الأربعاء أنّ مطار معيتيقة تعرّض لقصف "بستة صواريخ غراد" أطلقتها قوات حفتر في "خرق جديد لوقف إطلاق النار" الذي تمّ التوصل إليه في 12 كانون الثاني/ يناير بين الأطراف المتحاربين في ليبيا.


وأشار الخبير العسكري إلى أن حفتر يعتمد في عملياته الجوية بالمنطقة الغربية على الطائرات الإماراتية، لا سيما المسيرة التي تنفذ طلعات جوية فوق العاصمة، إضافة إلى بعض الطائرات الحربية المتداعية التي يملكها، مؤكدا أن هذه الطائرات لا يمكن أن تحلق بحرية في المنطقة الغربية، وذلك بعد حصول قوات الوفاق على منظومات جوية مضادة، بموجب الاتفاق التركي الليبي الموقع مؤخرا.

ومنذ 4 نيسان/ أبريل الماضي، تشهد طرابلس، مقر حكومة الوفاق، وكذلك محيطها، معارك مسلحة بعد أن شنت قوات حفتر هجوما للسيطرة عليها وسط استنفار لقوات "الوفاق"، وسط تنديد دولي واسع، وفشل متكرر لحفتر، ومخاوف من تبدد آمال التوصل إلى أي حل سياسي للأزمة.
التعليقات (1)
عمار بن يوسف
الخميس، 23-01-2020 07:38 م
ثعلب مراوغ، يحاول الهروب من أزماته للأمام باتخاذ قرارات مغامرة.. سحقه الله وجعله عبرة.