ملفات وتقارير

ماذا وراء أنباء لقاء بشار الجعفري بوزير سعودي في أمريكا؟

محللون قالوا إن السعودية تعيد حساباتها بشأن الملف السوري للحد من الدور التركي- أ ف ب (أرشيفية)
محللون قالوا إن السعودية تعيد حساباتها بشأن الملف السوري للحد من الدور التركي- أ ف ب (أرشيفية)

طرحت الأنباء التي أوردتها صحيفة موالية للنظام السوري، بشأن دعوة مندوب النظام بشار الجعفري، لحفل خاص أقيم على شرف وزير الدولة السعودية، فهد بن عبد الله المبارك، ضمن الاستعدادات لقمة العشرين المقبلة في الرياض، تساؤلات حول دلالات التواصل وأهداف الرياض من ورائه.

وقالت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام، إن الجعفري صافح مندوب السعودية، لدى الأمم المتحدة، عبد الله بن يحيى المعلمي والوزير المبارك، بشكل أثار دهشة الحضور، وأن الاستقبال السعودي لمندوب النظام تم بحفاوة كبيرة، وفقا لما أوردته الصحيفة.

وأشارت إلى أن "المسؤولين السعوديين" أعربوا خلال اللقاء عن "قناعتهم" بأن ما جرى بين الجانبين "يجب أن يمر، وأن العلاقات الأخوية طالما جمعت دمشق والرياض، وأن ما حصل ليس سوى سحابة صيف ستمر حتما".

الكاتب والمحلل السياسي كمال ذبيان قال إن تاريخ "الشذ والجذب" في العلاقات، بين الرياض ودمشق قديم، وليست المرة الأولى التي تتدهور فيها العلاقات، ثم ما تلبث أن تعود مجددا.

وأوضح ذبيان، أن العلاقة ساءت بين الجانبين بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني، رفيق الحريري، لكنها عادت بعد مدة وزار حينها الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز دمشق، ومن غير المستبعد أن تعود بعد سنوات الحرب.

 

إقرأ أيضا: توقعات باستئناف العلاقات بين الرياض ودمشق قريبا


وأضاف: "الرياض دعمت فصيل جيش الإسلام، قبل تسليمه السلاح وانسحابه، وعودة السيطرة للنظام على دمشق وريفها، لكنها بالتأكيد أعادت حساباتها بشكل معمق، من أجل معطيات أخرى لا تتعلق بالنظام، منها محاربة الإسلام السياسي والدور التركي في سوريا".

وشدد ذبيان، على أن جزءا من الخلاف السعودي مع النظام، هو العلاقة مع طهران وما يسمى بـ"محور المقاومة"، لافتا إلى أن السعودية تحاول الاستمرار بلعب دور المظلة العربية، لكنها في المقابل "لن تتمكن من إحداث شرخ في العلاقة بين دمشق وطهران خاصة في المجال العسكري والسياسي، والعداء مع إسرائيل، وإيصال الدعم الإيراني لحزب الله عبر سوريا، لأن أمريكا حاولت من قبل تخريب العلاقة وفشلت".

وأعرب عن اعتقاده، أن "تغير الوضع في سوريا، وسيطرة النظام على المزيد من الأراضي، التي كان خسرها خلال السنوات الماضية، دفع الرياض لإعادة حساباتها، أيضا في ظل عودة العلاقات بين دمشق وأبو ظبي، وإعادة افتتاح سفارتها هناك، وما يعرف بالمحور السعودي الإماراتي بالتأكيد يشترك في حسابات المنطقة".

من جانبه قال الكاتب اللبناني قاسم قصير: إن الحديث عن اتصالات بين الرياض ودمشق لإعادة العلاقات، شاع خلال الفترة الماضية، لكن المشكلة كانت لدى الجانب الأمريكي.

وأشار قصير لـ"عربي21" إلى أن حديث الصحيفة السورية، "يشير إلى أن الظروف تغيرت بسبب ما جرى في المنطقة مؤخرا، والتطورات داخل السعودية، والبحث عن حلول لأزمات الرياض في اليمن والعلاقة مع إيران، أيضا في ظل انشغال ترامب بمشاكل أخرى".

ورأى أن السياسات الخارجية السعودية "اصطدمت بحائط مسدود، في ملفات قطر واليمن وإيران، والرياض تبحث عن ثغرات للخروج من مأزقها".

وتابع: "الحديث عن حمل قاسم سليماني ليلة اغتياله ردا إيرانيا على رسالة سعودية، يمكن أن يشير للنوايا السعودية، وهناك بالمقابل خشية من الدور التركي في سوريا، وتريد السعودية قطع الطريق عليها".

وشدد على أنه من المبكر الحديث عن عودة الاتصالات بين الجانبين، وقال: "لكن مجرد وجود حديث لإعادة الاتصالات، كأن السعودية تقول إن السياسات القديمة ثبت فشلها ونريد سياسات جديدة".

 

إقرأ أيضا: الرياض "تمدّ يدها" لدمشق ودعوة من مسؤول سعودي للجعفري


من جانبه قال عضو المجلس الوطني السوري، محمود عثمان: إن إعلام النظام السوري، درج خلال الفترة الماضية، على تسريب أخبار، لم يثبت صحتها حتى الآن بشأن العديد من اتصالات النظام بأطراف على خلال معه بسبب الثورة السورية.

وأوضح عثمان لـ"عربي21" أنه "حتى اللحظة، لا يوجد ما يؤكد تغيير الرياض لموقفها من المعارضة السورية، أو تصريحات بهذا الصدد، وما زالت تعترف بالمعارضة السورية بشكل رسمي، وتعطيه حق تنظيم بعثات الحج، وحتى السوريين المقيمين في مناطق النظام، يذهبون للحج ضمن بعثة الائتلاف".

لكنه أشار إلى "وجود حساسية لدى الجانب السعودي، من النفوذ الإيراني في سوريا كما يحصل مع العديد من دول العالم مثل تركيا المشكلة مع حزب العمال الكردستاني، وعند هذه النقطة تلتقي مصلحة السعودية مع الأمة التي يهددها المشروع الإيراني".

وأضاف: "أكثر من اكتوى بنار المشروع الإيراني، هي المعارضة السورية، والتي تحارب السوريين بشكل دائم يوميا، ومن يريد إضعاف إيران فأفضل حليف له هو المعارضة وعليه تقويتها، والموقف مع الرياض متطابق بشأن الاعتداءات الإيرانية ومن جانب حزب الله".

وتابع: "لو قدر للمعارضة السورية القتال، ضد المشروع الإيراني في اليمن، فلن تتأخر في ذلك".

لكنه شدد في الوقت ذاته على أن "لكل دولة حساباتها وخصوصياتها، وربما لا تتطابق خصوصيات المعارضة السورية مع الكثير من داعميها، وهي تقدر هذا الأمر وتحسب حسابه".

التعليقات (1)
Ram
الأربعاء، 22-01-2020 10:11 ص
هذه الحفاوة ليست حبا ببثار الخنزير من قبل السعوديين ولكن لغيظ تركيا.