سياسة عربية

في ذكرى يناير.. لماذا اختفى صوت معارضة الداخل بمصر؟

معارضون قالوا إن السطوة الأمنية وراء ضعف الصوت المعارض بالداخل- جيتي
معارضون قالوا إن السطوة الأمنية وراء ضعف الصوت المعارض بالداخل- جيتي
تتواتر دعوات المعارضة المصرية والشخصيات الثورية من الخارج لحث المصريين بالداخل على التظاهر بالذكرى التاسعة لثورة 25 يناير، التي تحل السبت المقبل؛ وفي المقابل لم يطالب أي تيار معارض داخل مصر الشارع بالتظاهر.

وغاب بشكل تام صوت الأحزاب المعارضة، وتيار اليسار المصري، وحركة الاشتراكيين الثوريين، والقوى المدنية والتيار الوطني بكامل رموزه، وحركة 6 أبريل، وشباب "أولتراس" بكل مسمياته في مصر، ما دفع نشطاء لوصف معارضة الداخل بأنها "باتت خارج نطاق الخدمة أو مرفوعة مؤقتا منها".

والسبت، 11 كانون الثاني/ يناير الجاري، أعلن المقاول محمد علي، عن خطة التحرك ضد قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، في 25 كانون الثاني/ يناير الجاري، كما طالب بفتح ميدان التحرير وكافة الميادين للمصريين للاحتفال بذكرى الثورة.



والسبت، 19 كانون الثاني/ يناير الجاري، دعت حملة "باطل" المصريين للتظاهر في الذكرى التاسعة للثورة.

 والأحد الماضي، جدّد محمد علي، دعوته للتظاهر بذكرى 25 يناير، معلنا عن خطة تحرك بهذا اليوم، ومؤكدا أن تحركه لإسقاط السيسي مدروس مع متخصصين وليس عشوائيا.

وفي بيانه الأحد الماضي، ثمن التحالف الوطني بمصر، كل جهد يتم بذله بمواجهة سلطة الانقلاب، ورحب بكل تحرك يهدف للتغيير الحقيقي وإظهار رفض المجتمع المصري للانقلاب.

وأمس الاثنين، أعلنت مجموعة العمل الوطني المصري دعمها لانطلاق "كل أشكال الحراك الثوري بذكرى يناير، مطالبة "العالم الحر، وكل برلماناته" بحماية حقوق المتظاهرين والمحتجين السلميين.

وإلى جانب تلك الدعوات انتشرت هاشتاغات عبر "تويتر"، منذ بداية الشهر الجاري تطالب المصريين بالثورة والسيسي بالرحيل، ومنها "#ارحل"، و"#ارحل_يا سيسي"، و"#نازلين_يوم25" و"#لساها_ثورة_يناير".

جمهورية الخوف.. وغياب القيادة

وحول رؤيته لأسباب غياب صوت المعارضة المصرية من الداخل رغم كل هذا الحشد والدعوات المتواصلة من المعارضة بالخارج لدفع المصريين للتظاهر، يرى السياسي المصري سمير عليش، أن السبب الأول واضح ويتمثل في "جمهورية الخوف والاعتقالات المتصاعدة بكافة أنحاء الجمهورية".

وفي حديثه لـ"عربي21"، أشار عليش المتحدث الرسمي السابق باسم "الجبهة الوطنية للتغيير"، إلى أن السبب الثاني هو "عدم وجود قيادة لجبهة المعارضة لديها مخطط ممكن تنفيذه للتغيير".

وذهب المعارض المصري للقول إن دعوات المعارضة المصرية من الخارج للتظاهر تأتي منفصلة عن الواقع الصعب الذي يعيشه المصريون ومن بينهم المعارضة في الداخل.

ويعتقد عليش، أن دعوات التظاهر الآن والحشد من الخارج لا تزيد المصريين إلا اعتقالا وتضع الشباب أمام مزيد من البطش.

"غياب قسري"

من جانبه دافع الكاتب والمعارض اليساري محمد منير، عن موقف معارضة الداخل مؤكدا أنها حالة مؤقتة حتى حين.

منير، قال لـ"عربي21"، إن "هناك فرقا بين الغياب العمدي والغياب القسري بسبب القمع وإرهاب النظام".

وأكدأن "هذا هو السبب الحقيقي لاختفاء دور المعارضة، وهو ما يعني أنه اختفاء مؤقت لحين لم الشمل ودراسة المستجدات الجديدة والتقاط الأنفاس".

"الشعب من يقرر"

وفي رؤيته أكد عضو "حركة 6 أبريل"، محمد نبيل، أنه "منذ فترة كبيرة قررنا أن قرار النزول سيكون للناس نفسها بعد رفضهم لدعواتنا للتظاهر والإضراب ضد النظام الحالي".

الناشط السياسي قال لـ"عربي21": "من وجهة نظرنا أن دعوات التظاهر من الخارج دون أن يكون الداعي للمظاهرة عرضة مباشرة لدفع ثمن الدعوة فهذا تصرف غير صحيح".

وأضاف أن "حقيقة الأمر أن الوضع الآن ليس كالوضع في 2011، والأمر لن يكون ثورة ولكن فوضى مدمرة، والنظام يتحمل هذا نتيجة القمع والتنكيل بكل صوت معارض وعدم منح أية مساحة للتعبير عن الغضب".

وختم بقوله: "الوضع أشبه بحلة ضغط صمام أمانها مغلق وستنفجر بأي وقت والكل سيدفع الثمن".

"تشويه يناير"

من جانبه وصف عضو الحركة الثورية الاشتراكية أشرف أيوب، الحالة الداخلية الصعبة، وغلق المجال العام، وتشويه ثورة يناير، والبطش الأمني للنظام.

وقال لـ"عربي21": "اعتدنا منذ أن تمكنت الثورة المضادة من زمام الأمور والسيطرة الكاملة للجيش على الثروة والسلطة، أن يتم ضبط الإجراءات الأمنية حسب كل خطوة نحو إنجاز خارطة طريق الثورة المضادة نحو هذا التمكين".

وأشار إلى حالة "سيطرة النظام على المجال العام، والإعلان السافر عن العداء لثورة يناير، وتشويهها وحبس كل المنتمين لها، حتى حلفائه في 30 يونيو".

ولفت إلى أن "الاعتقالات الأخيرة هي ضربات استباقية حتى تمر ذكرى 25 يناير 2020، دون تقويض نظام عزل نفسه شعبيا، من خلال سياسات معادية له سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، جعلت الواقع محتقنا وعلى وشك الانفجار".

"لن تكرر نفسها"

وفي تقديره لأسباب غياب صوت المعارضة المصرية من الداخل في الذكرى التاسعة لثورة يناير قال أحد الناشطين المصريين الذي رفض ذكر اسمه إن "الوضع العام والخوف من البطش الأمني إحدى أهم الأسباب"

عضو الحركة الثورية الاشتراكية، أكد لـ"عربي21"، أنه "لا توجد ثوره تكرر نفسها توقيتا وتاريخا وظروفا"، مضيفا أن "الثورة ميلاد جديد، وكل ميلاد جديد له صفة وتمييز عن الآخر".

"خارج نطاق الخدمة"

تلك الحالة من جمود المعارضة المصرية في الداخل مع الذكرى التاسعة لثورة يناير، دفعت المخرج والإعلامي المصري المعارض على أبوهميلة، للقول عبر "فيسبوك"، إن "اليسار المصري بكل أجنحته، والقوي المدنية في مصر؛ خارج نطاق الخدمة أو مرفوع مؤقتا".

من جانبها قالت الناشطة إيمان الجارحي: "بغض النظر عن اختلافك أو اتفاقك مع من يدعون للنزول؛ خلينا متفقين أن يناير ثورة شعب"، مضيفة: "كلامي عن من خارج مصر، أما من بالداخل فهم أعلم بظروفهم فالقرار لهم".

 

التعليقات (1)
الشرطه والجيش مع الشعب
الثلاثاء، 21-01-2020 11:56 م
طبعا عدم الدعوه من الداخل تكتيك صحيح وممتاز جدا لان هذا النظام فى حاله خوف شديد لانها مساله حياه او موت حقيقى فاذا سقط النظام فسيتم اعدام بلحه ومن معه....كذلك محمد على يعتمد على عنصر المفاجاءه وهو خروج الناس بكميات كبيره فى وقت صغير جدا تخيل خروج 5 الى 10 مليون فى خلال ساعات...الخبر الهام الشرطه لاتسطيع القبض على اكثر من بضعه الالف لانه ليس لديهم اماكن او طعام او حتى حراسه .. والاحلى من ذلك ان الشرطه والجيش مع الشعب