سياسة دولية

أزمة جديدة.. غوايدو وخصمه يعلنان الفوز برئاسة برلمان فنزويلا

لم يتمكن المعارض البالغ 36 عاماً من تحقيق هدفه الذي أعلن عنه في مطلع العام الماضي وهو "إنهاء اغتصاب" السلطة- جيتي
لم يتمكن المعارض البالغ 36 عاماً من تحقيق هدفه الذي أعلن عنه في مطلع العام الماضي وهو "إنهاء اغتصاب" السلطة- جيتي

تشهد فنزويلا أزمة سياسية جديدة، بعد إعلان المعارض خوان غوايدو فوزه في رئاسة البرلمان، في الوقت الذي أعلن فيه خصمه، بلويس بارا الفوز أيضا بذات المنصب.


فبعدما منعته الشرطة من دخول البرلمان، أعاد نواب المعارضة انتخاب خوان غوايدو رئيسا لهذه المؤسسة الوحيدة التي يسيطرون عليها في تصويت نظم في صحيفة، بعد إعلان نائب منافس له أنه بات رئيس البرلمان بدعم من السلطات التشافية.

وأقسم غوايدو بعد الاقتراع "أمام الله وشعب فنزويلا على فرض احترام" الدستور بصفته "رئيسا للبرلمان ورئيسا انتقاليا للبلاد تعترف به نحو خمسين دولة بينها الولايات المتحدة منذ حوالي عام.

وقد هنأه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو "على إعادة انتخابه" على رأس البرلمان ودان "الجهود الفاشلة" للرئيس التشافي نيكولاس مادورو "لإنكار إرادة المجلس الوطني المنتخب بطريقة ديمقراطية".

أما مادورو فقد اعترف بلويس بارا المرشح المنافس، معبرا عن ارتياحه لإزاحة غوايدو.

وينوي زعيم المعارضة مواصلة "معركته" غير المجدية حتى الآن لطرد الوريث السياسي لهوغو تشافيز الذي يتهمه "باغتصاب" السلطة منذ الانتخابات الرئاسية التي تقول المعارضة إنها "مزورة" في 2018.

وصوت مئة من أصل 167 نائبا في الجمعية الوطنية لغوايدو، بعضهم ملاحقون في القضاء في إطار ما تسميه المعارضة "اضطهادا سياسيا" من قبل السلطة.

وجرى التصويت في مقر صحيفة "إل ناسيونال" في وسط كراكاس وليس في مقر البرلمان، لأن قوات الأمن منعت طوال النهار خوان غوايدو ونوابا في المعارضة وصحافيين من دخول المبنى.

وفي منتصف النهار وفي غياب خوان غوايدو في الجمعية الوطنية، انتزع النائب المنافس له لويس بارا الذي يؤكد أنه معارض، مكبرا للصوت وأعلن في وسط القاعة أنه بات الرئيس الجديد للبرلمان في حالة من الفوضى العارمة.

في الوقت نفسه، كان الجيش والشرطة يمنعان خوان غوايدو من دخول البرلمان. وحاول المعارض تسلق السياج الذي يحيط بالمبنى قبل أن يصده جندي يحمل درعا، ويدفعه عسكريون.

وعبرت المعارضة التي تشكل الأغلبية في البرلمان المكوّن من مجلس واحد على الفور عن غضبها من الطريقة التي عومل بها غوايدو ومن مبادرة لويس بارا. وقالت إن مبادرة بارا "جاءت بلا تصويت ولا نصاب"، وتحدثت عن "انقلاب برلماني".

ودانت مجموعة ليما الهيئة الإقليمية التي شكلت لإيجاد مخرج للأزمة في فنزويلا، اللجوء إلى القوة لمنع الدخول إلى البرلمان.

واحتجت الإكوادور في بيان لوزارة خارجيتها على "الاستخدام المفرط للقوة من قبل نظام نيكولاس مادورو". أما الحكومة الأرجنتينية، فقد رأت أن لجوء السلطات إلى القوة "لمنع" الجمعية التشريعية من العمل يعني أنها "تحكم على نفسها بالعزلة الدولية".

وتحدثت واشنطن، حليفة غوايدو، عن محاولة "يائسة" لاستبداله. واتهمت البرازيل مادورو "بعرقلة التصويت الشرعي وإعادة انتخاب خوان غوايدو بالقوة".

ستصبح جزءا من الماضي


يؤكد غوايدو منذ أسابيع أنه واثق من الفوز في انتخابات رئاسة البرلمان ومن حصول على الأصوات الـ84 اللازمة لإعادة انتخابه.

لكن لويس بارا يؤكد أنه انتخب بشكل نظامي، مؤكدا أن 81 نائبا من أصل 140 كانوا حاضرين صوتوا له.

وأوضح النائب التشافي بيدرو كارينيو لوكالة فرانس برس أن الجلسة عقدت بحضور 150 نائبا، صوت 84 منهم للويس بارا، أي الأغلبية البسيطة.

وكان لويس بارا أقيل من حزب "العدالة أولا" (بريميرو جوستيسيا) المعارض بعدما اتهمه موقع إلكتروني بتلقي رشاوى. لكن على الرغم من طرده فما زال يؤكد أنه جزء من المعارضة.

وقبل الجلسة، حمل النائب المعارض خوسيه بريتو الذي طالته فضيحة الفساد نفسها، بعنف على خوان غوايدو. وقال: "كان يمكن أن تجسد المستقبل لكنك أصبحت وستصبح جزءا من الماضي". وأعلن ترشيح لويس بارا في مواجهة غوايدو.

ويؤكد غوايدو أن الحكومة دفعت رشاوى لنواب ليغيروا موقفهم.

ويأمل خوان غوايدو (36 عاما) في مواصلة "المعركة" التي يقودها منذ عام للإطاحة بالرئيس الاشتراكي مادورو.

وفي المبدأ، يُفترض أن يتغيّر رئيس البرلمان كل عام. لكن النواب المعارضين للرئيس الاشتراكي وهم الأكثرية في الجمعية الوطنية، كانوا اتفقوا على إعادة انتخاب غوايدو كي يتمكن من مواصلة حملته لمحاولة الإطاحة بمادورو.

ورغم دعم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي فرضت سلسلة عقوبات على مادورو وشخصيات من أوساطه، لم يتمكن المعارض البالغ 36 عاماً من تحقيق هدفه الذي أعلن عنه في مطلع العام الماضي وهو "إنهاء اغتصاب" السلطة وإجراء انتخابات رئاسية "حرة وشفافة".

وتتراجع مشاركة الفنزويليين في التظاهرات المناهضة لمادورو في حين أن المفاوضات مع الحكومة التي نُظمت برعاية النروج في أوسلو ثم في بربادوس، تعثّرت على غرار الدعوة إلى الانتفاضة التي وجّهها غوايدو إلى الجيش في 30 نيسان/أبريل.

التعليقات (0)