مقابلات

الشاعر لـ "عربي21": الانتخابات ممر إجباري لإنهاء الانقسام

ناصر الشاعر: لو طبع العالم كله مع إسرائيل فإن الكلمة الأخيرة تبقى للفلسطينيين  (عربي21)
ناصر الشاعر: لو طبع العالم كله مع إسرائيل فإن الكلمة الأخيرة تبقى للفلسطينيين (عربي21)

أكد نائب رئيس الوزراء الفلسطيني السابق ناصر الشاعر أن الانتخابات هي الطريق الأسهل والأقل تكلفة لإنهاء الانقسام الفلسطيني.

وأوضح الشاعر في حديث مع "عربي21"، أن غالبية الفصائل الفلسطينية مجمعة على العودة إلى الشعب الفلسطيني ليس فقط ليقول كلمته في مصيره ومن يحكمه، وإنما أيضا لتجديد شرعية المؤسسات الفلسطينية التي تمثل الشعب.

وأكد الشاعر، أن القرار الآن بيد الرئيس محمود عباس، الذي عليه أن يبادر بإصدار مرسوم يتضمن أمرين الأول هو الدعوة إلى الانتخابات التشريعية، والثاني الدعوة إلى الانتخابات الرئاسية بفاصل ثلاثة أشهر بينهما.

ودعا الشاعر الفرقاء السياسيين في الساحة الفلسطينية إلى التوافق على آلية تفرز مجلسا تشريعيا توافقيا وحكومة توافقية يمكنها الحصول على اعتراف دولي يمكن الفلسطينيين من الدفاع عن حقوقهم.

وناصر الشاعر المولود في 9  كانون أول (ديسمبر) 1961م بنابلس، شغل منصب نائب رئيس الوزراء ووزير التربية والتعليم في الحكومة السابقة، واعتقل خلالها لمدة شهرين في سجون الاحتلال، وشغل أيضاً منصب وزير التربية والتعليم في حكومة الوحدة.

وعمل عميد كلية الشريعة في جامعة النجاح الوطنية، وهو أستاذ مساعد في قسم الفقه والتشريع، تخصص فقه مقارن، وأستاذ مقارنة الأديان. 

وهذا نص الحوار:

س ـ منذ مدة أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" موافقتها على إجراء الانتخابات التي دعا لها الرئيس محمود عباس، هل هذا يعني أن طريق الانتخابات أصبحت سالكة؟


 ـ أعتقد أن عجلة الانتخابات الفلسطينية عليها أن تبدأ بالتدحرج إيجابيا، ولا شك أن حدة التوتر السياسي سترتفع أكثر، ولكن كل ذلك رهين بإصدار المرسوم الرئاسي من الرئيس محمود عباس، وهو مرسوم من المفروض أن يصدر في أقرب وقت، ونذهب إلى الانتخابات. وهذا هو ما تم التوافق بشأنه، أي أن يكون المرسوم مزدوجا، ويحتوي على تاريخين واحد للتشريعي والآخر للرئاسي.. وبينهما فقط ثلاثة أشهر.

والمطروح الآن هو تهيئة الضمانات المطلوبة لإجراء انتخابات نزيهة بعيدا عن أية توترات وأية مشاكل، وأن تصب الانتخابات في مصلحة الشعب الفلسطيني وإنهاء الانقسام وليس في تكريس أحداث جديدة وتوتير الأوضاع. 

لقد بات من الواضح أن مساعي المصالحة التي امتدت على مدى الاثني عشرة سنة الماضية قد فشلت، وكان التوجه لدى الرئيس محمود عباس وباقي المكونات السياسية أن نذهب إلى الانتخابات وأن يقرر الشعب ما يريد، وبهذا فنحن نريد الانتخابات كطريق وممر إجباري لإنهاء حالة الإنقسام وليس من أجل المزيد من الانقسامات، وهذا يتطلب منا إجراء ترتيبات ضامنة للانتخابات، وهذا يتضمن توافقات حول الانتخابات بحيث يكون الكل موجودا حتى بعد الانتخابات، ونضمن وجود الجميع في التشريعي وأيضا في الحكومة، بمعنى أن تكون الانتخابات حرة، ولكن نتفق على مساحة معينة، لكل إطار لا يتجاوزه عبر تفاهمات. وقد وصل التفاؤل بالبعض إلى الدعوة لتشكيل قائمة مشتركة بين فتح وحماس على المستوى الوطني لسحب كل الذرائع.

ربما يكون هذا التفاؤل بالقائمة المشتركة صعبا، لكن على الأقل يكون هناك ترتيب أن كل قائمة لا تنزل مكتملة، وتترك مساحة للآخر، وبهذه العملية نضمن أن يكون التور أخف، وأن يكون الجميع موجود في التشريعي.

ووفقا لذات النهج التوافقي، يتم أيضا التفاهم على أن يتم تشكيل الحكومة بنفس نسبة التشريعي، بمعنى أن تحصل في الحكومة على ذات نسبتك في التشريعي، حتى نضمن وجود الجميع في التشريعي وفي الحكومة.

س ـ ما الهدف من ذلك؟


الهدف من هذه التوافقات، هو مواجهة الإجراءات الإسرائيلية العنيفة وغير المسبوقة التي نعاني منها، آخر عشرين سنة حجم الإجراءات الإسرائيلية في المناطق "س" في القدس والأغوار، عملية هضم كاسحة لم تحصل خلال القرن الماضي. إذا لم يكن الكل الفلسطيني في قارب واحد هناك خطورة كبيرة.

كما أن وجود الجميع في الحكومة يحول دون أي قرار دولي بمقاطعة الحكومة، حتى لا يقول أحد في المستقبل أن هذه هي حكومة الجهاد الإسلامي أو حماس أو فتح أو الجبهة الشعبية، ويسهل الاستفراد بها ومقاطعتها، يجب أن تكون هذه الحكومة حكومة الشعب الفلسطيني، وهي تمثل الشعب الفلسطيني.

س ـ أنت تعطي حلولا سياسية ومبادرات لحل الأزمة السياسية التي تعصف بالساحة الفلسطينية، هل أنت تتحدث باسم "حماس"، لا سيما وأنك تحملت مسؤولية وزارية في حكومة الوحدة الوطنية برئاسة اسماعيل هنية؟


 ـ لا، لم أكن في أي يوم من الأيام في حماس، أنا يشرفني طبعا العمل الوطني والفلسطيني كما تشرفني الفصائل الفلسطينية ، لكنني لم أكن مصنفا على أي جهة سياسية بذاتها، أنا شخصية أكاديمية وطنية، وكنت في الحكومة التي شكلتها حماس، وكنت في حكومة الوحدة الوطنية، فقد كنت في الحكومتين، ثم بعد ذلك أصبح معروفا أنني أمثل دورا في لجنة الحريات المتفق عليها من الجميع، ولجنة المصالحة المتفق عليها من الجميع، وفي التوسط للوصول إلى تفاهمات، وأنا محل احترام عند الجميع.

أنا اليوم لا أمثل حزبا أو حركة معينة، مع أن الفصائل جميعا محل تقدير واحترام لدي، والوطن يستوعب الجميع. 

س ـ هناك حديث عن أن الضفة غير مهيأة لإجراء انتخابات نزيهة، وأن حماس تواجه استئصالا حقيقيا منذ عدة أعوام من السلطة والاحتلال، ما رأيك؟


 ـ التخوفات صحيحة، لكن يجب أن نضع في الاعتبار أننا لا نتكلم عن ديمقراطية النرويج وسويسرا والدول الاسندنافية، نحن نتكلم عن ديمقراطية تحت الرصاص، ونتكلم عن انتخابات تحت الاحتلال، وعن انتخابات تحت انقسام دموي هائل بين غزة والضفة وبين فتح وحماس، هذا كله نعرفه، لذلك عندما نطالب بتهيئة الأجواء، فهذا لا يعني أننا نتحدث عن أجواء سويسرا ولندن، هذا كلام جنون، نحن نتكلم عن الحد الأدنى المطلوب، ولذلك لا أحد يطلب منا تقريرا أمميا يؤكد أن الأمور مهيأة تماما للانتخابات، هذا لن يكون موجودا، لا في الضفة ولا في القطاع ولا في أراضي 48، لا عند حماس ولا عند فتح ولا عند الإسرائيليين، هذا كلام مستحيل.

الانقسام عمره 12 سنة وقبل ذلك كانت هناك خلافات سياسية وإيديولوجية، وبالتالي هناك تداعيات لا يمكنها أن تنتهي بيوم واحد. وهذا هو ما يدفعنا للذهاب إلى الانتخابات، لأنه يمكنها أن تصنع شيئا لم نستطع أن ننجزه عبر المصالحة خلال السنوات الماضية. العقبات والمشاكل التي نتحدث عنها لا يمكن أن نوقفها إلا بالانتخابات حتى نضع حدا لمسلسل الانقسام والخصومة الداخلية الأهلية، ويتفرغ الناس للهم الوطني.

اليوم القدس في خطر، والضفة في خطر وغزة في خطر، ففي الضفة مثلا هناك مناطق اسمها "س" و"الأغوار" وهذه تشكل من 60 إلى 70% من مساحة الضفة الغربية، وإسرائيل تهدد عبر برامج لضمها إلى الاحتلال، نحن نتكلم عن اجتثاث للكيان والوجود الفلسطيني من أصله. ولذلك إذا تركت ملف الانتخابات مرتبطا بإسرائيل أو بارتباط بصلاحية الأحداث واستقرار الأوضاع، فإننا لن ننجز أي انتخابات.

س ـ ما الذي يمنع الرئيس محمود عباس من إصدار المرسوم الرئاسي والدعوة للإنتخابات برأيك؟


 ـ برأيي لا يوجد هناك أي مانع لدى الرئيس محمود عباس، وبمجرد عودته إلى البلاد الأصل أن يصدر المرسوم، لأنه كان قد بعث رسائل لكافة الفصائل بما في ذلك حماس، التي أجابت عليه بموافقتها على الانتخابات ضمن خارطة طريق أو النقاط التي ذكرها الرئيس، ولذلك الكرة اليوم في ملعب السيد الرئيس، والشارع الفلسطيني فقط ينتظر المرسوم، أما أنا فلا أنتظر المرسوم، وإنما ما بعد المرسوم، أعتقد أن المرسوم تحصيل حاصل.. أنا أعرف أن هناك من يقول بوجود إشكالات فنية تحول دون ذلك، لكنني لا أريد أن يتكلم أحد باسم الرئيس، وثقتي أن السيد الرئيس يصدر المرسوم ولا يستمع إلى هذه التخوفات.

س ـ هناك رأي يتحدث عن أن الرئيس محمود عباس لا يرغب في الانتخابات الرئاسية، وأنه يريد أن ينتهي رئيسا كما انتهى سلفه ياسر عرفات؟


 ـ من حقه أن يتمنى ذلك، وطريقه إلى ذلك هو الانتخابات، ويترشح باسم فتح ويفوز، نحن نتكلم عن ديمقراطية، فالعالم يعرف أنه لا يمكن لأحد أن يبقى مدى الحياة في مكان معين من غير تفويض من الشعب، والانتخابات هي الطريق المتعارف عليه للتفويض الشعبي، وأمام الرئيس محمود عباس فرصة ليشارك في هذه الانتخابات والشعب يقول كلمته، وهذا نفس كلام الرئيس محمود عباس، الذي يقول بأنه يريد أن ينهي الانقسام عبر الانتخابات، وهذا شرف كبير للسيد الرئيس أن يذهب بهذا الاتجاه.

س ـ هل قرار الذهاب إلى الانتخابات في فلسطين، هو قرار سيادي؟


 ـ أنا سأقول لك تجربة، لقد أشرفت على الانتخابات داخل السجون الإسرائيلية في يوم من الأيام، أنا معتقل إداري وبالتالي لا أشارك في الانتخابات، ولا أصنف نفسي إلا أنني شخصية وطنية حتى وأنا داخل السجن، وبالتالي كنت من اللجنة التي تشرف على الانتخابات داخل السجن للمناضلين. يعني المناضلين يمارسون حقهم الانتخابي بالهيئة الوطنية التي ستمثلهم داخل السجون، أنا أشرف على العملية الانتخابية، وهذا يعني أننا نحن الفلسطينيون لدينا القدرة أن ندير انتخابات في زنازين وفي السجون وتحت عتمة الظلام وتحت علم الإسرائيليين، ونحن لا نتردد لحظة واحدة.

يجب أن يعلم العالم أجمع، أن الانتخابات يجب أن تكون قرارا فلسطينيا، ولا أذهب إلى الانتخابات لأن الأوروبيين يوقفون دعمهم في حال عدم وجود انتخابات، وإنما نذهب إلى الانتخابات لأننا نريد التعبير عن أنفسنا. نحن نريد أن نصنع مؤسساتنا. وبدون أن نذهب إلى انتخاب فإن شرعية هذه المؤسسات ستنتهي. 

س ـ لنفرض أن الاحتلال وافق على الانتخابات الفلسطينية، هل الدول العربية ستوافق على انتخابات تكون حماس طرفا فيها؟


 ـ بالنسبة لإسرائيل فإنها ستلجأ إلى حملة اعتقالات مباشرة مع قرار الذهاب إلى الانتخابات، هذا أمر مرفوض ومفروغ منها، فإذا كان هناك فصيل قرر النزول إلى الانتخابات وإسرائيل لا تريد له الوجود، يمكنها أن تعتقله تحت أي ذريعة، ومع ذلك ينبغي على الشارع الفلسطيني أن يذهب إلى الانتخابات، لا يمكننا أن نضع قرارنا بالذهاب إلى الانتخابات بيد الاحتلال، هذا جنون، حتى ونحن تحت الاحتلال يجب أن نذهب إلى الانتخابات.

نحن نختار من يمثلنا حتى ونحن تحت الاحتلال، حتى ونحن في السجون.. نحن شعب حر.

 

نحن الفلسطينيون لسنا سدا منيعا فقط، بل نحن الوجود الحقيقي، ولو كل الدول قالت كلمتها، ونحن لم نقل كلمتنا، فكأن شيئا لم يكن


أما الأطراف العربية، فهي لا اعتراض لديها على الأقل في ما هو معلن، باعتبار أن الانتخابات شأن فلسطيني داخلي، ولذلك نحن نقرر من يمثلنا وننتخب من نشاء، أما ما يتعلق بالأطراف الدولية، فإن السؤال لها: هل هم سيتعاملون مع أي حكومة أفرزها الشعب الفلسطيني أم سيضعون عليها اشتراطات؟

نحن نفهم تماما اللعبة الدولية والضغوط الإسرائيلية، وأنا أفهم كذلك أن الفصائل الفلسطينية يجب أن لا تعطي أي ذريعة حتى للناس التي تريد أن تمارس ضغوطات على الشعب الفلسطيني، وأن تلعب لعبة سياسية تفرز حكومة توافقية تسحب من خلالها الذرائع من الصوت الأمريكي والإسرائيلي، لعدم التعامل مع الحكومة، ولذلك أنا أطالب الحكومة المقبلة، بأن لا تكون حكومة ناس تخلق مبررات وذرائع للاحتلال ليمارس ضغطا على المجتمع الدولي لمقاطعتها، ولذلك من أراد أن يكون بالحكومة ينبغي أن يكون بتشكيلة معينة، وبآليات معينة وبخلفيات تسحب الذرائع الدولية لحصارها.

س ـ هل هذا يعني حكومة تعترف بأوسلو وبالاحتلال؟


 ـ نحن نفصل بين التشريعي والحكومة، ومعروف في العالم أن الشعب هو من ينتخب برلمانه، وهذا الأخير يمثل شعبه. ومن أراد أن يكون في الحكومة في أي دولة في العالم، عليه أن يلتزم بكل اتفاقات الحكومات السابقة، لأن إلغاء أي اتفاقية لا تملكها أي حكومة إلا بالعودة إلى البرلمان، أي التشريعي، هذا كلام يجب أن يكون واضحا. الحكومات تلتزم بأشياء معينة، وتخلف بعضها البعض، هذا أمر مفروغ منه، والفصائل والأحزاب غير مطالبة بنفس الموقف، يعني ما هومطلوب من حزب العمال في بريطانيا ليس ما هو مطلوب من رئيس الحكومة، أنت في الحكومة أنت تمثل دورا رسميا وأنت في البرلمان أنت تمثل فصيلك أو حزبك، ونحن يجب أن نفصل سياسيا وإداريا بين الأمرين، ونحن لا نريد كفلسطينيين، أن نقدم ذرائع لأحد لكي يفرض مقاطعة على الشعب الفلسطيني.

س ـ وهذا هو ما يطالب به الرئيس محمود عباس؟


 ـ لا بأس، نصل إلى حل وسط، نحن لا نريد أن نلغي لا دور العقل ولا دور الحكمة، نحن لا نريد أن نعطي ذرائع لإسرائيل لكي تستخدمها في مقاطعة الحكومة الفلسطينية، نحن لا مانع لدينا أن يكون من هم في الحكومة شخصيات سياسية، أو تكنوقراط سياسيين، بمعنى أنهم لن يكونوا مستقلين لا علاقة لهم بالهم الوطني، فهذا مطلب جنوني، وعلى كل حال هذا شيء سابق لأوانه.

يجب أن نميز بين تشكيلة التشريعي الذي هو نتيجة انتخابات حرة يختار فيها الشعب من يشاء، وبين تشكيلة الحكومة، يعني أنه يمكنني أن أحصل على أغلبية، ومع ذلك أنا أصوت لناس بطبيعة وبلون معين.

س ـ لننتقل إلى مسألة غاية في الأهمية، البعض يرى أنكم ذاهبون إلى الانتخابات من موقع ضعف، بسبب حالة التطبيع التي أقدمت عليها بعض الدول العربية مع الاحتلال، هل هذا صحيح؟


 ـ نحن أخذنا من العالم دولة عضو في الأمم المتحدة، ومن المعروف لدى العالم أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، اليوم نحن لدينا سلطة، ونحن نسعى لتطويرها لتكون دولة، وليس فقط سلطة، ونحن نريد أن نكون ممثلين حقيقيين للقضية الفلسطينية، لا لكي نتنازل أو نبيع، ولكن لنحمي مشروعنا ووجودنا وحقوقنا.

لذلك أقول لإخواننا في الدول العربية جميعا لا تتعجلوا كثيرا، حتى المبادرة العربية عندما تحدثت عن تطبيع العلاقات اشترطت ذلك بحل القضية الفلسطينية أولا، والانسحاب الإسرائيلي وتطبيق القرارات الدولية، لم يحصل شيء من ذلك، بالعكس إسرائيل تضرب عرض الحائط كل الاتفاقيات مع الفلسطينيين أو حتى المبادرة العربية.

أنا أريد من العرب قبل أن يقدموا على خطوة واحدة للتطبيع أن يطلبوا من إسرائيل فقط اعترافا بسيطا بقبول المبادرة العربية أو خارطة الطريق الأمريكية، أو تعلن إسرائيل التزامها بأوسلو. إذا أخذوا أي جواب عن ذلك فلهم أن يذهبوا بالتطبيع أبعد مما يتصورو، لكنني واثق أن إسرائيل لن تعطيهم لا بأوسلو ولا بالخارطة السياسية الأمريكية ولا بالمبادرة العربية. ولذلك على أي أساس يضع العرب عرباتهم أمام أحصنهم ويظنون أن الأمور أنجزت؟ إسرائيل لم تنجز شيئا ولم تعطينا شيئا.

س ـ بالنسبة للفلسطينيين هل يغير تطبيع العرب مع الاحتلال شيئا في قضيتهم؟


 ـ الآن، السياسة كانت زمن نتنياهو هي القفز على الفلسطينيين، وقال بأنه في حالة عدم قبول الفلسطينيين بالرؤية الإسرائيلية فإنهم سيتركونهم ويتجهون إلى العرب، وبذلك لا يبقى للفلسطينيين نصير ولا ظهير، هذا كلام خطير، وهذا يجعلنا نناشد العرب بأن لا يتعجلوا الأمور، فإن إسرائيل لن تعطيهم شيئا.

التطبيع لا يخدم أي قضية فلسطينية أو عربية. سيضعف المطبعون مع الاحتلال موقفنا، ولكن مع ذلك نحن نراهن على الموقف العربي أن يقف معنا، وندرك أن مسألة التطبيع هي مجرد تقليعة أو موضة عابرة وستنقضي بسرعة، وسيكتشف بعض العرب، أنهم تعرضوا لخدعة وأنهم لن يكسبوا شيئا.

وفي كل الأحوال نحن الفلسطينيون لسنا سدا منيعا فقط، بل نحن الوجود الحقيقي، ولو كل الدول قالت كلمتها، ونحن لم نقل كلمتنا، فكأن شيئا لم يكن، نحن من يقول، وهذا ليس غرورا أو تطبرا على أحد وليس انسحابا من المنظومة العربية، لكن نفترض جدلا أن البعض ذهب بعيدا، نحن سنبقى في الميدان لو بقينا وحدنا، فكيف ونحن نعلم أن كثيرا من الدول العربية أنظمة وشعوبا هم معنا، ولذلك أي تفاهمات من غير حل القضية الفلسطينية حلا جذريا وحقيقيا كله بيع في الهواء.

س ـ بالنسبة لتركيا وإيران، هل أنتم أدوات في يد الأتراك والإيرانيين؟


 ـ نحن كفلسطينيين بمختلف انتماءاتنا لدينا إجماع على عدم الرغبة في الدخول في سياسة المحاور، ولسنا محسوبين على أحد لا على إيران ولا لى تركيا ولا على أي نظام عربي أو إسلامي في المنطقة ولا أمريكي ولا تطبيع، بحاجة لدعم الجميع ولوقوف الجميع معنا، نحن بحاجة إلى إيران وتركيا والأردن ومصر والمغرب العربي والاتحاد الأوروبي، لذلك نحن كصناع قرار للقضية الفلسطينية لن ندخل سياسة المحاور، وسنبقي الباب مفتوحا لإقامة علاقات مع الجميع بما في ذلك إيران وتركيا. 

التعليقات (0)

خبر عاجل