صحافة دولية

التايمز: هذه هي آخر الوسائل المستخدمة لقتل العراقيين

التايمز: قنابل الغاز هي آخر وسيلة لقتل العراقيين- جيتي
التايمز: قنابل الغاز هي آخر وسيلة لقتل العراقيين- جيتي

نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمراسلها ريتشارد سبنسر من بغداد، يقول فيه إن هناك طريقة جديدة للموت في العراق، إضافة إلى الطرق الأخرى التي عانت منها البلد كلها.

 

ويشير التقرير، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أن عشرات الشباب قتلوا في آخر موجة من المظاهرات المعارضة للحكومة بقنابل الغاز المسيل للدموع التي تطلق مباشرة على الرأس.

 

ويفيد سبنسر بأن كريم الحلثي، وهو رجل ذو لحية بيضاء في الخمسينيات من عمره، فقد اثنين من أبنائه الخمسة بطرق تقليدية، فقتل مصطفى في هجوم طائفي برصاصة من مسلح عام 2006، عندما كان في طريقه إلى زيارة دينية لمدينة كربلاء المقدسة بالنسبة للشيعة، فيما قتل فرحان في انفجار سيارة مفخخة بعده بعشر سنوات. 

 

وتقول الصحيفة إن الحلثي أصبح الآن يرأس مزارا في ساحة التحرير في بغداد لأحمد، الذي كان عيد ميلاده السادس والعشرين سيكون يوم الأحد، وتم إشعال الشموع لإحياء الذكرى، وكان الحلثي يستقبل التعازي من صفوف المتظاهرين.

 

ويفيد التقرير بأن صور أحمد غطت المزار، وبعض تلك الصور كانت في حياته العادية، وبعضها في صفوف المتظاهرين، أما الصورة التي كان يحملها أبوه فكانت صورته لحظة موته، حيث كان ممددا على ظهره، وجهه سليم لكن كانت هناك بركة دم تحت رأسه، فقد ضرب بقنبلة غاز من الخلف عن بعد عدة مئات من الياردات من المكان الذي كان يجلس عليه الحلثي على جسر الجمهورية في 25 تشرين الأول/ أكتوبر.

 

ويبين الكاتب أنه من غير المعلوم بالضبط عدد المتظاهرين الذين ماتوا بهذه الطريقة من بين الأربعمئة متظاهر الذين قتلوا من قوات الأمن والمليشيات خلال شهرين من المظاهرات ضد فساد الحكومة، إلا أنه يعتقد بأن هناك عشرات ضربوا ضربات قاتلة بقنابل الغاز المسيل للدموع.

 

وتنقل الصحيفة عن أقرباء سرمد عبد الوهاب عبدالرزاق، الذي كان يبلغ من العمر 23 عاما، قولهم بأنه شوهد وهو يربض على الأرض ليتجنب وابلا من القنابل المسيلة للدموع كانت تطلقها قوات الأمن في 27 تشرين الأول/ أكتوبر، وأصابته قنبلة أطلقت من بندقية في قمة رأسه، وأظهرت صورة أشعة تم أخذها له في المستشفى كسرا دائريا في جمجمته. 

 

ويلفت التقرير إلى أن من العجيب أنه استطاع العيش عدة أيام بعد أن قام الأطباء بإخراج قطع العظم المهشم من رأسه، إلا أن بعض تلك العظام خرقت الأوعية الدموية في الدماغ، ومات في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر، بحسب ما قاله أخوه أحمد.

 

ويورد سبنسر نقلا عن أحمد، قوله: "حضنت العامل في المستشفى وقبلته على جبهته، وقلت له أرجوك أن تفعل أي شيء باستطاعتك فعله"، لكن الأطباء جاءوا من القسم بعد عدة دقائق وكأنهم يريدون تهيئته لأسوأ الاحتمالات، وسألوه إن كان مسلما، وإن كان يؤمن بإرادة الله.

 

وتذكر الصحيفة أن الكثير من المتظاهرين وعائلاتهم يعتقدون بأن الرقم الرسمي لعدد المتوفين في المظاهرات أقل بكثير من الرقم الحقيقي، مشيرة إلى أن سبب وفاة سرمد سجل على أنه "وفاة مستشفى"، وتقول العائلة إنه يقصد من ذلك تخفيض عدد الذين قتلتهم الحكومة.

 

ويجد التقرير أن ما هو أكيد هو أن تذبذب السلطات، حيث تسمح أحيانا للمظاهرات، وأحيانا تبدو كأنها تفسح المجال وأحيانا تقوم بالقمع، زاد من العدد، حيث يخرج المتظاهرون بأعداد كبيرة، ويتم عقابهم أحيانا، ففي مدينة الناصرية، قتل الخميس الماضي عدد كبير من المتظاهرين خلال دقائق بالرصاص الحي.

 

وينوه الكاتب إلى أن استخدام بنادق إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع سلاحا قاتلا، يعد تحولا غير عادي، مشيرا إلى قول منظمة العفو الدولية إنه بدلا من قنابل الغاز الخفيفة التي عادة ما تلقى باليد، فإنه تم تسليح قوات الأمن العراقية بقنابل غاز إيرانية وصربية ثقيلة.  

 

وتقول الصحيفة إن صورة الأشعة لرأس سرمد عبد الرزاق بشعة بما فيه الكفاية، لكن صورا أخرى لرؤوس الضحايا تظهر القنابل وقد دخلت بشكل كامل في الرأس، لافتة إلى قول منظمة العفو الدولية بأن القنابل المستخدمة أثقل بعشر مرات من قنابل الغاز العادية.

 

وينقل التقرير عن المنظمة، قولها في تقريرها: "على غير ما هي عليه قنابل الغاز المستخدمة من قوات الشرطة في أنحاء العالم، فإن هذين النوعين تم تصميمهما على نماذج قنابل هجوم عسكرية مصممة للاستخدام في القتال.. وبسبب وزنها وبنيتها فهي أكثر خطورة للمتظاهرين". 

 

ويشير سبنسر إلى أن لا أحد يعلم أين توفي يعقوب محسن، البالغ من العمر 25 عاما، لأن عائلته كانت غير قادرة على التواصل معه على الهاتف بعد أن ذهب للساحة، لكن ابن عمه روى قصة الوفاة التي أصبحت معهودة.

 

وتكشف الصحيفة عن أن شكل الثغرة في جمجمته، بعد أن استطاعت أمه العثور على جثمانه في إحدى مشارح بغداد، دائرية وكبيرة، مشيرة إلى أنه كان يعمل عامل بناء في البصرة جنوب العراق، بحسب ما قال ابن عمه عباس، لكنه عاد بسرعة إلى بغداد في 27 تشرين الأول/ أكتوبر للمشاركة في المظاهرات، ولم يتوقف سوى قليلا ليسلم على أمه. 

 

وبحسب التقرير، فإنها لم تره حيا بعد ذلكـ وقال عباس: "في اليوم التالي لجنازته، جاءت أمه إلى الميدان، وتقدمت إلى الخطوط الأمامية وحثت المتظاهرين على التقدم".

 

ويلفت الكاتب إلى أن عادل عبد المهدي وعد بإصلاحات عندما أصبح رئيسا للوزراء قبل عام، لكنها لم تتحقق، واستقال الأسبوع الماضي، ولدى أكبر فصيل سياسي 15 يوما ليقترح خليفة له، مع أنه لا أمل في تحقيق أي تغير حقيقي.

 

وتورد الصحيفة نقلا عن ابن عم سرمد عبدالرزاق، عقيل، البالغ من العمر 18 عاما، قوله بأن جيل الشباب هو الذي يتظاهر، فجيل آبائهم الذين نشأوا خلال سنوات الحكم الديكتاتوري لصدام حسين، يعتقدون أنه لا يمكن أن يحدث تغيير كبير، ولا يرون سببا لأن يغامروا ويتعرضوا للإصابة، "بينما نحن فنفكر في المستقبل".  

 

وينوه التقرير إلى أن الحلثي، الذي كان جالسا في مزار ابنه، أكد هذه المشاعر، مشيرا إلى أنه كان مقاتلا مع جيش المهدي، المليشيا التابعة لرجل الدين المتطرف الذي تحول إلى زعيم شعبوي، مقتدى الصدر، الذي يدعم المظاهرات، لكنه تحول رافضا لكل من العنف والأمل الكبير في التغيير.

 

وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قوله: "لا أظن أنه سيكون هناك حل.. فالأحزاب كلها تدعمها بلدان خارجية، ومن الصعب اقناعها التخلي عن المناصب.. وقد حصل الأفراد على ثروات كبيرة جدا، وأصبح من الصعب التخلص منهم أيضا، ولكن سنبقى نحاول حتى نموت".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (1)
احمد دومه
الخميس، 05-12-2019 04:15 ص
كل الدول العربيه محتله من امريكا والغرب من اجل البترول الذى يدفع بدون مقابل جزيه من اجل عروش ملوك ورؤساء العرب حتى تكون الى الابد جاثمه على نفوس شعوبهم لعنه الله عليهم والملائكه والناس اجمعين