أخبار ثقافية

هابي هالوين: لماذا ينبغي أن نرتعد خوفا في عيد كل القديسين؟

الدور الذي لعبه الإسلام في أوروبا يعد هامشيا إذا ما قورِن بدور التراث اليهودي المسيحي- جيتي
الدور الذي لعبه الإسلام في أوروبا يعد هامشيا إذا ما قورِن بدور التراث اليهودي المسيحي- جيتي

في قصّته (جرملسهاوزن Germelshausen) يحدثنا الروائي الألماني فريدرش جرشتِاكر Friedrich Gerst?cker (1816-1872) عن قرية ملعونة تحمل اسم القصة، خُسفت بها الأرض، تظهر يومًا واحدًا كل قرن من الزمان، ويعود أهلها إلى الحياة. تبدأ القصة بأن بطلها الفنان التشكيلي (أرنولد) يخرج في رحلة استكشافية في خريف أحد أعوام الأربعينيات من القرن التاسع عشر. وخلال رحلته يقطع بالصدفة البقعة التي كانت جرملسهاوزن تحتلّها، فيقع في حب (جِرترود) إحدى فتيات القرية، ويشاء القدَر أن يبتعد عن القرية الملعونة في اللحظات التي تعود فيها القرية للخسف ويواري أهلها التراب، ويظل أرنولد محكومًا عليه بافتقاد حبيبته إلى الأبد.

كان لاختيار الخريف دلالة تتصل برمزه إلى السقوط ونهاية موسم الحصاد وبداية الجزء المظلم من السنة، وهي دلالة تتوافق مع فكرة القرية الملعونة التي تظهر يومًا ثم تعود للسقوط بكل ما فيها ومن فيها.

بشكل شخصي، مضى أكثر من نصف عمري على قراءتي هذه القصة، ولم أكن وقتها أعرف شيئًا عن الهالوين، كما لم تذكر القصة أي شيء مباشر عنه. غير أن تصاعد غزو الهالوين لمحيطي الثقافي أعادني إلى جرملسهاوزن، ولا غرابة في ذلك. فالهالوين (ليلة عيد كل القديسين All Hallows Evening) محدد باليوم الأخير في أكتوبر ليمتدّ إلى الثاني من نوفمبر، أي أنه قلب الخريف. والأيام الثلاثة هي ليلة كل القديسين ثم يوم كل القديسين (1 نوفمبر) ثم يوم كل الأرواح (2 نوفمبر) All Souls Day، حيث يُحتفَل بكل الموتى المسيحيين الأبرار الذين غادروا الحياة إلى مرحلة المَطهر Purgatory تبعًا للعقيدة الكاثوليكية.

ويرى كثيرون – مثل (نيكولاس روجرز في كتابه: الهالوين من طقس وثني إلى ليلة احتفالية Halloween From Pagan Ritual to Party Night) أن تاريخ الاحتفال بهذا العيد يعود إلى أصول غاليّة Gaelic وثنية متجذرة في تراث الأيرلنديين والاسكتلنديين، تحديدًا إلى عيد نهاية موسم الحصاد وبداية الشتاء، والمسمى في لغتهم (ساوين Samhain). والمعروف أن طقوس هذا العيد الغاليّ الوثني كانت تضم الألعاب النارية البدائية التي كان يُفترض أن لها قوة حامية من الأرواح الشريرة، وكان الوثنيون يتركون طعامًا وشرابًا خارج ديارهم استرضاءً للأرواح الهائمة العابرة في هذا اليوم من عالَم الموتى إلى عالم الأحياء، إلى غير ذلك من الطقوس التي مازالت حيةً في الهالوين المسيحي.    

والسؤال الأساسي لهذا المقال: لماذا تحول الطقس المسيحي -المحتفي بالقدّيسين وشهداء المِلّة وأرواح كل الموتى المسيحيين الأبرار- إلى عيد عالمي للرعب؟! وبصياغة أدَقّ: لماذا احتفظ هذا الطقس بمَظاهِره الوثنية وزاد عليها كثيرًا من التنويعات كزيارة الأماكن التي يُقال إنها مسكونة أو التي صُمِّمت لتحاكي الأجواء المرعبة للأماكن المسكونة، رغم إدراجه منذ قرون طويلة في الأعياد التي أقرّها القانون الكنسي؟ 

زواج القداسة والرُّعب:

 

 يعتقد الروائي والمدوّن (مايك ديوران Mike Duran) أن القداسة والرعب مرتبطان تمامًا ببعضهما في الرؤية المسيحية للعالَم. وهو يبدأ جدالَه بإحالتنا إلى عدة مفاهيم صاغها اللاهوتي والفيلسوف الألماني الباحث في مقارنة الأديان رودلف أُتُّو (Rudolf Otto (1869-1937. أهم هذه المفاهيم هو الألوهي Numinous وهي كلمة اشتقها من كلمة لاتينية هي Numen تعني الألوهية أو الحضور الإلهي.   

الألوهي عند (أُتّو) هو أهم ما يميز الخبرة الدينية، وهو أن يجد المرء نفسه إزاء حضور لا شبيه له، (كامل في آخَريَّتِه Ganz Anders) – ويعني بذلك أنه حضور مفارق لما يمكن أن يتعقَّلَه المرء، وليس ثَمّ مشترَك بينه وبين غيره من خبرات المرء اليومية– فيثير هذا الحضور رهبة عظيمة في نفس الإنسان. ثَمّ مفهومان آخَران محوريان عند (أُتّو) هما السر الرهيب Mysteria Tremendum والسر الجذاب Mysteria Fascinans حيث يصف بهما ذلك الحضور الذي لا شبيه له، إذ إنه لإلغازه وعظمتِه وفرادته واستعصائه على الإحاطة به سرٌّ رهيب، وهو لنفس هذه الحيثيات سِرٌّ جذاب لا يستطيع المرء فكاكًا من جاذبيته.

 عودًا إلى (مايك ديوران)، يعتقد (ديوران) أن هذه المفاهيم الثلاثة متحققة غاية التحقُّق في اللاهوت المسيحي بالتحديد أكثر من غيره. وأَجِد نفسي أوافقه الرأي. فالتصور الذي على عليه مدار العقيدة في معظم الفِرَق المسيحية هو حلول المُطلَق اللامحدود في البشري المحدود، وهو تصوُّر مُلغز فريد مُستعصٍ على التعقُّل الكامل، ولذا فهو يجعل من شخص المسيح سرا رهيبًا لا يشبهه شيء في رهبته ولا في جاذبيته. وفوق ذلك، فتبعًا للتصور المسيحي، لقد قتلنا – نحن البشر– هذا الإله المتجسد الحالّ في الإنسان، قتلناه بأيدينا، فأي رعب يمكن أن يفوق ذلك؟

إضاءة قديمة من كيركجور:

بعض القراءات الفلسفية تعتبر الفيلسوف واللاهوتي الدنماركي الكبير سُرِن كيركجور Kierkegaard )(1813-1855 أبًا للوجودية، ولاسيما الوجودية المسيحية. وما يعنينا هنا هو قولٌ ما، قام أهم مرجع معاصر لفلسفة كيركجور – وهو (هوارد هونج) أستاذ الفلسفة الراحل بكلية سانت أولاف St. Olaf College للدراسات الكلاسيكية بجامعة مينسوتا – قام بنسبته إلى الفيلسوف الدنماركي الكبير: "حين ينظر المرء إلى الأدوار التاريخية للأديان في رحلتها عبر العالم، يجد الأمر على النحو التالي: المسيحية هي المالك الحقيقي الذي يجلس في العربة، واليهودية هي الحُوذيّ الذي يقود العربة، أما المحمدية Mohammedanism فهي سائس للخيل، لا يجلس مع الحُوذيّ، بل يجلس في الخلف".

بالتأكيد يمكن أن نبرر رأي (كيركجور) بأنه منطلِق من رؤية متمركزة أوربّيًّا Eurocentric، مما يضفي على رأيه صدقًا نسبيًّا، فالدور الذي لعبه الإسلام في أوربا يُعَدُّ – بمقتضيات الحِسّ المشترَك – هامشيًّا إذا ما قُورِن بدور التراث اليهودي المسيحي Judeo-Christian Tradition. لكن أمرًا آخر له علاقة بفلسفة (كيركجور) يُعَدُّ في رأيي دعامة هذا الرأي السلبي في دور الإسلام، وهو أمر له انعكاسه على موضوع ارتباط القداسة بالرعب، لاسيّما أنّ مواضع أخرى في كتابات (كيركجور) تَشي بأنه كان على قدر من الاطّلاع على الدين الإسلامي.

يتّضح هذا الأمر حين نراجع مؤلَّف كيركجور الشهير المعنوَن (خَوفٌ ورِعدَة Frygt og B?ven) الذي كتبه باسم مستعار هو (يوحنّا الصمت Johannes de Silentio) سنة 1843. استعار كيركجور العنوان من الآية الثانية عشرة من الإصحاح الثاني من (رسالة بولس إلى أهل فيلپِّي): "إِذًا يَا أَحِبَّائِي، كَمَا أَطَعْتُمْ كُلَّ حِينٍ، لَيْسَ كَمَا فِي حُضُورِي فَقَطْ، بَلِ الآنَ بِالأَوْلَى جِدًّا فِي غِيَابِي، تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَة." والتي ربما كانت بدورها إحالةً إلى بدايات المزمور الخامس والخمسين من العهد القديم: "يمخضُ قلبي في داخلي، وأهوالُ المَوتِ سَقطَت عليّ. خوفٌ ورِعدَةٌ أتَيا عليَّ، وغَشِيَني رُعبٌ. فقلتُ ليتَ لي جناحًا كالحمامةِ، فأطيرُ وأستريح." المهم أن (كيركجور) في هذا الكتاب يناقش حكاية تضحية نبي الله إبراهيم بابنه (إسحاق) كما يذكرها الإصحاح الثاني والعشرون من سِفر التكوين. تقول الرواية التوراتية إن إبراهيم لم يخبر أحدًا بأمر الله له، فتحمّل عبء الإيمان وحده، ووضعه إيمانه في موقف تتخاصم فيه الأخلاق التقليدية مع الدِّين، ووصل رعب الموقف إلى منتهاه. وهنا نتذكر تعليق أستاذنا د. زكريا إبراهيم على مذهب كيركجور في الحب الإلهي، في الفصل السادس (العبادة) من الباب الثاني (أشكال الحب) من كتابه (مشكلة الحُبّ): "أصحابُ هذا المذهب وفي مقدمتهم كيركجوريعتبرون الألم بمثابة الجو الطبيعي الذي يحيا فيه الكائن المتدين. فليس المؤمن بالشخص المطمئن الواثق الغارق في فيض علوي من السعادة، بل هو شخص معذَّب قلِق يحيا في صراع مستمر مع اللامتناهي ويجد نفسَه دائمًا في غمرة التناقض."

الشاهد أن الخبرة الإيمانية الحقّة عند كيركجور محفوفة بالألم والعذاب والخوف والرِّعدة. فإذا قارنّا برواية التوراة عن تضحية إبراهيم برواية القرآن، سنجد تفصيلةً صغيرةً مختلفة، هي أنَّ إبراهيم في القرآن يقول لابنِه: "يا بُنَيَّ إنّي أرى في المنامِ أنّي أذبَحُكَ فانظُر ماذا تَرَى". هنا يتقاسَم إبراهيم الأمرَ الرهيب مع ابنه، فلا يحمل عبئه الثقيل وحده رغم نبوّته، كما تحرص الرواية القرآنية على أن تضيّق الهُوّة بين الأخلاق التقليدية والدين في وصفِها لهذا الابتلاء، لكي يظلّ الدين منبعًا للأخلاق حتى في أحلك المواقف. هكذا نجد لطف الإله بالضعف البشري موجودًا حتى في ثنايا مثل هذا الاختبار الرهيب. وإذَن، فإمكانية ارتباط الخوف والرعدة بالخبرة الإيمانية في الإسلام أقلّ منها بالفعل في المتّصِل اليهودي المسيحي، ولذا جاز لـ(كيركجور) أن يقول ما قال، متّسِقًا مع ما يراه، منطلِقًا من تربيتِه في الثقافة المسيحية.

والحقّ أن الحِس المشترَك يخبرنا كذلك بالفارق الكبير في (المحتوى الرهيب) – إن جاز التعبير – بين الأديان الإبراهيمية الثلاثة، ففي اليهودية نجد شعب إسرائيل يحمل تابوت العهد معه كشرط لحضور السكينة الإلهية (شخينَه ?????)، فالرّبّ حاضر بينهم بشكل شبه ملموس. في المسيحية يخطو الحضور الربّاني خطوة أبعد، فيتجسد الرب بالفعل بشريًّا كمخلوقاته، وهو حلولٌ من شأنه أن يعمّق الرهبة والاستعصاء على الفهم والإحاطة. أما في الإسلام فقد ظلّت هناك دائمًا هُوّة غير معبورة بين الرب والمخلوق بفِعل التّعالِي المُطلَق للرّبّ، مما يلطف كثيرًا من أثر الحضور الرهيب Numinous الذي حَدّثَنا عنه (رودلف أُتُّو). وحتى حين يصبح مجرد ذكر الله في الإسلام مدعاةً للرهبة والوجَل، نكتشف أن هذه الرهبة هي مجرد مرحلة قصيرة تنتهي إلى الاطمئنان: "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ". "ألا بذِكرِ اللهِ تطمئِنُّ القُلوبُ".

 

الهالوين مرةً أخرى:

بالتأكيد توجد في الثقافات غير المسيحية قصص مرعبة عن الموتى وأشباحهم وعالَم ما وراء الطبيعة، إلا أنه بغَضّ النظر عن رجوع الموقع الذي يحتلُّه هذا القَصَص في الثقافة المسيحية الغربية إلى آلة الإعلام الجبارة في أوربا وأمريكا، فموقع مثل هذا القصَص في الثقافات الأخرى لا يكاد يغادر الهامش، بينما هو من المسيحية الغربية في قلب المتن كما يُطلِعنا رأي كيركجور عن الخوف والرعدة، ومفهومُ (أتُّو) عن السر الرهيب الجذاب، وأخيرًا رؤية (مايك ديوران) عن اقتران الخبرة الدينية بالرعب. وإذا عُدنا إلى بقعتِنا من العالَم، فربما يتكشف لنا أن هامشيّة الرعب والأسرار المقدسة في الممارسة الدينية الإسلامية تُغري المسيحي المتدين بالنظر إلى الإسلام باعتباره أقرب إلى (لا أدرية) و(شكلانية سطحية Formalism)، فالمسلم لا ينشغل كثيرًا بماهية الله وكيفيته من ناحيةٍ، ومن ناحيةٍ أخرى لا تنطوي الممارسة الإسلامية الشائعة بطقوسها على قِيَم الرهبة والرِّعدة التي لا تعرفُ نهايةً، وإنما هي دائمًا مرحليّةٌ كما قلنا.    

 

وربما لهذا نجد أجراس الكنيسة حاضرةً في تنويعاتٍ كثيرةٍ في أدب الرعب الأوربي الأمريكي، منذرةً بظهوراتٍ مخيفةٍ مفارقةٍ للخبرة الإنسانية اليومية، حاملةً معها رهبة المقدَّس وحضورَه المستعصي على التعقُّل، وهو ما يحدثُ مثَلاً في بدايات القصة التي افتتحنا بها حديثَنا (جرملسهاوزن). ولا نجد في أدبنا العربي مثلاً أن الأذان يلعب هذا الدور على الإطلاق!

 

علمنة كل القديسين:

 

 ختامًا، كان عالم الاجتماع الألماني (ماكس فيبر) يرى في كتابه (مقالاتٌ مجموعةٌ في علم اجتماع الدِّين Gesammelte Aufsatze zur Religionssoziologie) أن القوة المحركة لتوسع الرأسمالية الحديثة – وبالتالي الحضارة الحديثة كلّها – ليست فقط كما يرى (ماركس) متعلقةً بآليات الإنتاج ومنشأ رؤوس الأموال، وإنما هي بالأساس نمو (روح الرأسمالية) أو رُوح الحياة الاقتصادية Wirtschaftsethik، وكان يُرجع نمو هذه الرُّوح إلى حركة الإصلاح الپروتستانتي في أوربا، التي عملت على ترشيد كل مناحي السلوك الإنساني، وعلى رأسها السلوك الاقتصادي. وما نودّ إضافتَه هو أن الإصلاح الپروتستانتي بشكلٍ ما عمّق مفهوم المكابدة والصراع الروحي الذي لا يهدأ، فالپروتستانتي لا ينتظر صك غفران وإنما يجاهد نفسه روحيًّا باستمرار، ولا يفوتنا أن (كيركجور) وُلِد في بيئة پروتستانتية محافِظة. إلا أن هذا الإصلاح كذلك - بفصلِه المسيحيةَ الغربية عن تجليات القداسة الرهيبة والأيقونيةِ الباذخة الموجودة في الكاثوليكية – خلق هُوَّةً بين اللاهوت الرهيب الذي يؤمن به المسيحي الغربي وبين طبيعة ممارساته الطقسية التي أصبحَت أبسط بكثير في ظل الپروتستانتية. ويبدو أنه كان ضروريًّا أن يبحث المسيحي الأوربي والأمريكي عن متنفَّس يعبر فيه عن حاجته إلى ممارسة الرهبة المزروعة في صميم رؤيته للعالَم. ولمّا كان من نتائج هذا الإصلاح – كما يرى (فيبر) وكما نوافقه – ذلك الانفجار الاقتصادي الحضاري الذي نشهدُه في الغرب، فقد ساعد هذا الانفجار الحضاري على بَلوَرة عالَم الرعب بكل مفرداته من أدب وسينما وغير ذلك، والذي يبلغ ذروة تجسُّده في الهالوين. أي أننا حين نُنعِم النظر إلى الأمر، نجد أن الإصلاح الپروتستانتي بشكلٍ ما قد فصل المسيحي الغربي عن تجليات القداسة الكاثوليكية، ثُمّ عوضه عنها تعويضًا علمانيًا معقَّمًا من الحضور الإلهي كما كانت تعرفه المسيحية الغربية في السابق. وهكذا، أصبح علينا أن نرتعد خوفًا كل عامٍ مع حلول عيد كل القديسين، وإن كان خوفًا معقمًا، لا نصدقه نحن، ولا يصدقه من ابتدعوه. 

التعليقات (0)