حول العالم

جدل في مصر حول مشروع مسلسل "بابا العرب"

بلغت التقديرات الأولية لإنتاج المسلسل بين 60 إلى 80 مليون جنيه مصري- جيتي
بلغت التقديرات الأولية لإنتاج المسلسل بين 60 إلى 80 مليون جنيه مصري- جيتي

خلف مشروع مسلسل "بابا العرب" الذي سيوثق سيرة البابا شنودة الثالث جدلا في الأوساط المسيحية المصرية، أبرزها تعلق بالتمويل والاسم إضافة لخلافات داخل الكنيسة القبطية الأرتوذكسية.

واعتزم دير الأنبا بيشوي، إنتاج العمل الدرامي الأهم والأضخم في تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية، والذي سيكون للعرض التليفزيوني العام، وليس للأوساط المسيحية فقط.

ووفق مشروع مسلسل "بابا العرب" فيتوقع أن يتضمن 34 حلقة، ويحكي قصة حياة، البطريرك رقم 117 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، البابا شنودة الذي توفي في عام 2012، والتي امتدت لتسعة وثمانين عاما (1923- 2012)، منها أربعة عقود في منصبه على رأس الكنيسة القبطية بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.

ويُعد دير الأنبا بيشوي، المشرف على إنتاج المسلسل، أكبر الأديرة بوادي النطرون بالصحراء شمال غربي العاصمة القاهرة، وكان البابا الراحل يلجأ إليه للاعتكاف من وقت لآخر، وينسب للبابا الراحل تجديده وتوسعته وتحديثه وترميمه وإدخال الكهرباء إليه واختياره مكانا لمثواه الأخير، بحسب وصيته.

 

اقرأ أيضا: أقباط يرفضون موقف الكنيسة المصرية من تعديلات الدستور

 

وصرح الراهب بدير الأنبا بيشوى والمشرف العام على مشروع المسلسل، القمص بيموا، لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بأن "فكرة إنتاج الدير لعمل درامي عن البابا شنودة الثالث كانت موجودة من زمن بعيد".

 

جدل التمويل

وتعلقت أولى نقاط الجدل بتكلفة إنتاج المسلسل، حيث بلغت تقديرات أولية له بين 60 إلى 80 مليون جنيه مصري (4 إلى 5 ملايين دولار).

وترى الصحفية المتخصصة في الشأن القبطي، حنان فكري، أن تجسيد الشخصيات المسيحية الكبيرة فكرة جيدة لأنها تمتلك بوصفها مسيرات حافلة بالأحداث، لكنها تساءلت لماذا تنتج الأديرة الأعمال الفنية.

وتضيف لـ"بي بي سي": "لا يمكن قبول تخصيص أموال من ميزانيات الأديرة لإنتاج الأعمال الفنية، لا يقبل المنطق أن تذهب أموال الغلابة إلى إنتاج فني. أتمنى أن تتولى شركات الإنتاج المختلفة هذا الأمر".

ويرد الراهب بيموا مؤكدا أن التكلفة النهائية للمسلسل لم تتحدد بعد وأن ما تردد هو تكهنات، مؤكدا أن الدير لن يمول هذا المسلسل.

وأوضح "الدير ليس به نقود لهذا العمل، ستأتي القنوات التي ستبث وهي التي ستنفق من البداية للنهاية، بعض القنوات أبدت استعدادا للتمويل وهي قنوات خاصة وعامة مصرية وغير مصرية... كما لا نطلب تبرعات، ولكن من يريد المساعدة فليساعد".

 

الخلاف على الاسم

كما وجد اسم المسلسل جدلا بخصوصه، حيث لاقى اعتراضا من مخرج فيلم لنفس الشخصية وبنفس الاسم "بابا العرب".

وكتب المخرج المصري ألبير أكرم على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مستغربا من إعادة استخدام اسم الفيلم الخاص به والذي دشن (البرومو الخاص) به بالفعل منذ شباط/فبراير العام الجاري، مشيرا إلى أنه مستمر في تنفيذ فيلمه الذي حصل على موافقات الرقابة المختصة والكنيسة بالفعل.

وأضاف "استخدمت اسم بابا العرب من عام 2012 في برومو موجود علي موقع بتاريخ 17 كانون الأول/ديسمبر 2012، وتم إثباته في وزارة الثقافة بتاريخ 15 تموز/يوليو 2015، في حقوق الملكية الفكرية، وغير مفهوم علي الإطلاق استخدام نفس الاسم للدعاية لعمل آخر".

ومن جانبه، رفض المؤرخ الكنسي ومؤلف المسلسل، نشأت زقلمة، التعليق على ما يقوله أكرم، لكنه قال: "اخترنا للمسلسل اسم (بابا العرب) فهذا اللقب أطلقته عليه الصحافة السورية في حياته حال زيارته عام 1997 إلي مخيم اليرموك، أكبر مخيمات الفلسطينيين في سوريا."

ويسرد زقلمة رحلة مسلسل "بابا العرب قصة وحياة البابا شنودة الثالث" قائلا إنه حصل على إثبات تاريخ من الشهر العقاري تحت رقم 939 لعام 2012 للاسم "بابا العرب"، وأن النص حصل على شهادة إيداع من المجلس الأعلى للثقافة بتاريخ 7 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، وروجع من قبل اللجنة الفرعية للمصنفات الكنسية في 25 كانون الثاني/يناير 2019، وحصل على موافقة ترخيص عرض عام من الإدارة المركزية للرقابة على المصنفات الفنية في آذار/مارس 2019".

 

اقرأ أيضا: صحيفة: علاقة الدولة والكنيسة انتعشت في عهد السيسي

 

هناك خليفة لشنودة

ومن جانب آخر، عبر الصحفي القبطي مينا عادل جيد عن خشيته من جدل يثيره المسلسل من زاوية أخرى وهي تلك المتعلقة بمؤيدي ومعارضي البابا الجديد الأنبا تواضروس الثاني.

ويقول عادل ل"بي بي سي": "هناك تيار داخل الكنيسة من الأقباط ومن بعض القيادات لا يستطيعون تجاوز أن قداسة البابا شنودة رحل، وأن الآن هناك قداسة البابا تواضروس، فهل سيُستخدم العمل في تغذية هذا الفكر؟ وأن لا أحد يستطيع ملء الكرسي الباباوي بعد قداسة البابا شنودة؟".

واستبعد القمص بيموا والمؤلف زقلمة أن "يثير المسلسل خلافات لأنه سيتناول ما وصفاه بالجوانب المضيئة في حياة البابا الراحل دون الخوض في خلافات سياسية أو عقائدية مثيرة للجدل".

ويقول زقلمة: "المسلسل غير سياسي على الإطلاق والبابا لم يكن سياسا قط، وإن كان رجلا وطنيا وكان مبتعدا تماما عن السياسة. وهو محب للجميع وهذه طبيعته".

ويضيف: "لا أستطيع أن أتحدث عن أي شي بالتفصيل في المسلسل إلا عندما يظهر للناس وتراه وتحكم عليه".

التعليقات (0)