صحافة إسرائيلية

هآرتس تقارن بين مذبحة المسجدين ومهاجمة معبد يهودي بألمانيا

هآرتس: ما ذكره المهاجم يدلل أن هناك هجوم على القيم الليبرالية وضد المهاجرين- تويتر
هآرتس: ما ذكره المهاجم يدلل أن هناك هجوم على القيم الليبرالية وضد المهاجرين- تويتر

أوضحت صحيفة إسرائيلية، أن أقوال منفذ الهجوم الذي استهدف المعبد اليهودي في مدينة "هاله" الألمانية، تتطابق مع تصريحات منفذ مذبحة المسجدين التي وقعت في نيوزيلاندا.


وأكدت صحيفة "هآرتس" العبرية، في مقال للكاتب إنشل بابر، أن "التصريحات التي أطلقها ساسة في إسرائيل، ردا على العملية الإرهابية في مدينة هاله بألمانيا، لا تمت للواقع بصلة".


وذكرت أن تصريح رئيس الكنيست، يولي إدلشتاين، كان مثالا بارزا على ذلك، حين قال: "في ألمانيا لا يوجد احتلال، واليهود يقتلون هناك في كنيس بيوم الغفران (عيد يهودي)"، معلقة على حديث إدلشتاين بقولها: "وكأن اليهود هم الهدف الوحيد، وأن كل حادثة تقاس من زاوية سياسية - إسرائيلية".


ونوهت الصحيفة، أن "اليهود في الكنيس كانوا هم الهدف الأول للمهاجم، ولكن عندما لم ينجح في اقتحام الكنيس، قام بإطلاق النار وقتل عددا من المارة، وبعد ذلك قتل شخص في مطعم شاورما (يعتبر رمز للوجود الإسلامي في أوروبا) في شارع قريب من الكنيس".


وجاء في الفيديو القصير الذي سجله المهاجم الذي يبلغ من العمر (27 عاما)، أن "النسوية هي السبب في انخفاض معدل الولادة في الغرب، التي تستخدم كذريعة للهجرة الجماعية وفي أساس كل هذه المشكلات يوجد اليهود".


ورأت أن ما ذكره المهاجم يدلل أن هناك "هجوم على القيم الليبرالية وضد المهاجرين"، موضحة أن "موجة العمليات التي وقعت ما بين 2012 - 2015، لم يكن اليهود هم الهدف الوحيد، فرسامو كاريكاتير استخفوا بالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، نقاد مسرح ورجال أمن ومجرد زبائن ومسافرين في المواصلات العامة قتلوا أيضا".

 

اقرأ أيضا: قتيلان بحادثي إطلاق نار بألمانيا.. أحدهما بمعبد يهودي

وتحدثت "هآرتس"، عن الإجراءات التي ساهمت في التصدي للهجمات من قبل "داعش" ومنها: "النشاط الاستخباري متعدد الجنسيات، الحراسة المشددة، مد الحدود القانونية للتنصت، الاعتقال بدون محاكمة وتبادل المعلومات الاستخبارية بين دول كثيرة".


وبينت أنه "عندما لم ينجح المهاجم بواسطة السلاح الذي لديه من الدخول إلى المبنى (الكنيس)، هرب وقتل أشخاص في الطريق، وهم ليسوا من الجالية اليهودية".


ومع ذلك، فإن "استعدادات الاستخبارات الغربية إزاء الإرهاب النازي الجديد لليمين المتطرف، يختلف تماما عن الاستعدادات تجاه المخربين المسلمين"، بحسب الصحيفة.


وأضافت: "الحديث لا يدور عن خلايا إرهابية منظمة أو شبه منظمة، لكن الحديث يدور عن أيديولوجيا، ليست من النوع الذي يمكن وقفه عند حدود الدولة أو حتى حدود القارة".


ونبهت الصحيفة، أن "الأقوال التي أدلى بها القاتل في مدينة هاله، تتناسب تماما مع تصريحات المهاجم الذي قتل 11 مصل يهودي في كنيس بتسبورغ في أمريكا قبل سنة تقريبا، وأيضا تتناسب مع تصريحات المهاجم الذي نفذ مذبحة المسجدين في نيوزيلاندا، والتي قتل فيها 51 مسلما".


وقالت: "المهاجمون يعملون حسب نظرية "الاستبدال الكبير"، وهي نظرية عنصرية عالمية تعتبر الانفتاح الليبرالي للمهاجرين وحقوق النساء والمثليين تهديد على وجود العرق الآخر، وهي فقط صيغة جديدة لنظرية "العرق النازي" التي عبر عنها هتلر في كتابه كفاحي".


ونبهت أنه "من أجل تنفيذ عملية على خلفية نازية جديدة لا يحتاج الأمر إلى خلية إرهابية"، مبينة أن من يقوم بالتنفيذ، هم: "شباب بيض غاضبون، مليئون بمشاعر الاضطهاد من أبناء المكان الذين حصلوا على الإلهام ليس فقط من مواقع عنصرية في الانترنت، بل من سياسيين رسميين، وكمثال من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وما دون ذلك".


وتابعت: "هم ليسوا بحاجة للمساعدة، فقط الإلهام والهدف جاهز، والذي يمكن أن يكون في نفس الوقت من المسلمين، اليهود، النساء، أو أي أقلية أو مهاجرين".


وأفادت "هآرتس"، أن الأمر الذي لا يقبله الساسة في إسرائيل؛ أنه في أرجاء العالم باستثناء إسرائيل، الانفتاح وتقبل الآخر والمهاجرين والأقليات، يعتبر قيم واضحة".

التعليقات (0)