حقوق وحريات

سلطات الهند تمنع "صلاة الجمعة" بكشمير.. وخان يتصل بترامب

الإقليم ذو الغالبية المسلمة يواجه ممارسات قمعية متصاعدة - جيتي
الإقليم ذو الغالبية المسلمة يواجه ممارسات قمعية متصاعدة - جيتي

تحدث مواطنون في الشطر الخاضع لإدارة نيودلهي من كشمير، عن منعهم من الوصول إلى المساجد ودخولها لتأدية صلاة الجمعة، وسط حالة من الغليان في عموم الإقليم، وسياسات قمعية تمارسها السلطات الهندية.


وشوهد المسجد الجامع في سريناغار، أكبر مدينة في ولاية جامو وكشمير، مغلقا صباح الجمعة، مع وجود سيارة مدججة بالسلاح أمامه الخارج، فيما لم تفتح المتاجر أبوابها وظلت شوارع كثير خالية بشكل ملحوظ، وفقا لرويترز.

 

واشتبك مئات المحتجين في كشمير مع الشرطة الهندية في حين بحث رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان أوضاع الإقليم خلال اتصال هاتفي مع الرئيس دونالد ترامب قبيل جلسة لمجلس الأمن مخصصة لهذه القضية.  


ووسط خشية الحكومة المركزية في نيودلهي من الاحتجاجات والاضطرابات، عاشت المنطقة الواقعة في شمال الهند ذات الغالبية المسلمة تحت إجراءات مشددة منذ الأسبوع الأول من آب/أغسطس حين تقرر الحاقها مباشرة بالحكومة الهندية.


في الأثناء، قال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي إن خان بحث خلال اتصال مع ترامب مخاوفه حيال "الوضع في كشمير المحتلة"، قبل اجتماع مجلس الأمن الدولي لمناقشة القضية.
وفي خطوة نادرة، سيناقش مجلس الأمن الوضع بين البلدين في جلسة مغلقة في وقت لاحق الجمعة، حسبما ذكر دبلوماسيون.

 

وفي سريناغار، أطلقت الشرطة الغاز المسيّل للدموع وكريات من بنادق الضغط لتفريق المحتجين الذين أرادوا التظاهر في الطريق الرئيسي في المدينة بعد صلاة الجمعة.


وألقى المتظاهرون الحجارة على الشرطة واستخدموا بضائع المتاجر وصفائح القصدير للاحتماء عندما أطلقت الشرطة عشرات الطلقات على الحشد. ولم يتم الإبلاغ في الحال عن إصابات.


وقال أحد المتظاهرين لوكالة فرانس برس "نحاول اختراق الحصار والسير الى وسط المدينة لكن الشرطة تستخدم القوة لمنعنا"، مضيفا ان ثلاثة أشخاص أصيبوا بجروح الخميس في صدامات مع قوات الأمن.


كما تم الإبلاغ عن صدامات متقطعة في أجزاء أخرى من وادي كشمير، المعقل الرئيسي لمقاومة الحكم الهندي منذ عقود، وحيث الاتصالات مقطوعة منذ أسبوعين تقريبا.


وظلت المدن والبلدات الكبرى في وادي كشمير المضطرب خاضعة لحظر التجول ولم تسمح القوات الحكومية بالتحرك سوى بناء على تصاريح خاصة.


وأقامت القوات الحكومية حواجز واستخدمت الأسلاك الشائكة لسد الطرق.


ولم يُسمح بالتجمعات الكبيرة في الوادي وأغلقت معظم المساجد لليوم الثاني على التوالي. 


وقال متظاهر "نريد ما هو لنا. نحن لا نريد شيئاً سوى مطالبة الهند باحترام وعودها".


وتابع "لن نتوقف حتى نحقق الاستقلال الكامل عن الهند".


وسار المتظاهرون داخل الممرات حاملين أعلاماً سوداء دلالة على الحزن ولافتات تحمل شعارات بينها "اذهبوا إلى الهند، عودوا أدراجكم".


خطوط هاتفية


اندلعت الاشتباكات فيما أعلن مسؤول رفيع أنّ السلطات ستشرع في إعادة الخطوط الهاتفية في كشمير مساء الجمعة، بما في ذلك سريناغار.


ولم يوضح بي في آر سوبرامانيام، إن كان سيعاد تشغيل الهواتف المحمولة وشبكة الإنترنت.


وقال إن إعادة الخطوط "ستُبقي في الاعتبار التهديد المستمر الذي تمثله المنظمات الإرهابية في استخدام الاتصالات المحمولة في الأعمال الإرهابية المنظمة".


وإزاء الخشية من رد فعل غاضب وعنيف بعد إنهاء الحكم الذاتي لكشمير، نشرت الهند عشرات الآلاف من عناصر القوات الإضافيين، الذين انضموا إلى نصف مليون منتشرين فيها أصلاً، كما قيّدت بشدة التحركات والاتصالات.


واحتجزت السلطات أكثر من 500 شخص بينهم سياسيون كشميريون وأساتذة جامعات وكبار رجال الأعمال وناشطون.


وتم اختصار شعائر الاحتفال بعيد الأضحى الإثنين وظل مسجد سريناغار مغلقاً مذاك ولم يفتح أمام المصلين الجمعة.


وقال سوبرامانيام إن الحكومة تستهدف "العودة إلى الحياة الطبيعية في أقرب وقت مع ضمان عدم إعطاء القوات الإرهابية الفرصة لنشر الفوضى كما في الماضي".

 

اقرأ أيضا: عمران خان: "الفاشية الهندوسية" ستهزم في كشمير


غضب 

رغم التشديد الأمني، نظمت احتجاجات معزولة، بما في ذلك يوم الجمعة الماضي عندما قال سكان إن حوالي ثمانية آلاف شخص خرجوا إلى الشوارع وإن الجيش استخدم بنادق ضغط في مواجهة المتظاهرين. 

ولم تؤكد الحكومة الهندية حدوث صدامات إلا بعد عدة أيام، وحملت مسؤوليتها لمن وصفتهم بانهم "لصوص" رشقوا قوات الأمن بالحجارة. وقالت إن قواتها ردت على ذلك "بانضباط".

وقسمت كشمير بين الهند وباكستان منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947.

وقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، معظمهم مدنيون، في انتفاضة ضد الحكم الهندي اندلعت منذ عام 1989.

وكانت كشمير سبباً لحربين وصدامات لا حصر لها بين الخصمين اللدودين المسلحين نووياً، آخرها في شباط/فبراير الماضي.

وقال مسؤولون في الجزء الذي تسيطر عليه باكستان من كشمير الخميس إن ثلاثة جنود لقوا حتفهم في قصف هندي عبر خط المراقبة وهو بمثابة حدود فعلية بينهما، وقتل آخران في حادث منفصل.

وقال الجيش الباكستاني أيضا إنه رد على إطلاق النار ما أدى إلى مقتل خمسة جنود هنوداً. لكن متحدثًا باسم الجيش الهندي نفى ذلك في تصريح لوكالة الأنباء الهندية مساء الخميس.
وتطلق الهند اسم "جامو وكشمير" على الجزء الخاضع لسيطرتها من الإقليم، الذي تنشط فيه جماعات مقاومة تكافح منذ عام 1989 ضد ما تعتبره احتلالا وجرائم ترتكب بحق شعبهم.


ويطالب كشميريون بالاستقلال والانضمام إلى باكستان، وذلك منذ استقلال البلدين عن بريطانيا عام 1947، واقتسامهما الإقليم.

 

اقرأ أيضا: قواسم مشتركة بين سياسة الهند وإسرائيل تجاه كشمير والضفة


والاثنين، دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الهند إلى التراجع عن خطواتها في كشمير، مشيرة إلى إقدام نيودلهي على تقييد الحركة وإغلاق شبكات الإنترنت والاتصالات، فضلا عن منع المواطنين من دخول المساجد وضعف الخدمات الطبية والصحية.


وأشار تقرير المنظمة الحقوقية الدولية إلى خروج مسيرات حاشدة رفضا لخطوات نيودلهي، فيما واجهتها قوات الأخيرة بالقمع، رغم نفي الأخيرة.


ولفت التقرير إلى أن السلطات الهندية مارست العديد من الانتهاكات، بما فيها القتل والتعذيب والإخفاء القسري والتغيير الديموغرافي، طوال سنوات الصراع المستمر منذ الثمانينيات، الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص، بحسب المنظمة، التي دعت إلى احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي.

التعليقات (3)
scrutinized jordan
السبت، 17-08-2019 11:46 ص
الهندوسي عابد البقر لا ينظر اليه عالميا الا دون مستوى البقر اي دون مستوى الحيوانات.هذا نظر العالم فيهم
ناقد لا حاقد
السبت، 17-08-2019 08:06 ص
الحرب هي الحل ضد الهند الارهابية سياسة عنصرية حتى الاحتلال الاسرائيلي لم يفعلها بنفس الدرجة و الحقد الحل هو ردع الهند
مصري
الجمعة، 16-08-2019 03:00 م
اللهم عليك بأعداءك أعداء الدين و كل من يواليهم ، اللهم احصهم عددا و اقتلهم بددا و لا تبق منهم احدا ، اللهم اجعل كيدهم في نحورهم و اجعل دائرة السوء تدور عليهم يارب العالمين .