قضايا وآراء

مقتل مرسي وسقوط الحجة

ماجدة محفوظ
1300x600
1300x600
في 17 من شهر حزيران/ يونيو الماضي، صدم خبر وفاة الرئيس مرسي أول رئيس منتخب بمصر؛ المصريين، بل العالم كله إلا المشاركين في قتله.

وفاة د. مرسي الصادمة لكل الأوساط، سواء المطالبة بعودته للرئاسة أو المعترضة عليها، جاءت مباشرة، وبعد أيام قلائل من تمرير التعديلات الدستورية التي تعزز من سيطرة السيسي والمؤسسة العسكرية بشقيها "الجيش والشرطة". وبالطبع، وحتى لا يلتبس الأمر، نؤكد أننا نقصد جنرالات ولواءات الجيش والشرطة، أما الرتب الدنيا فهم خارج الصورة، ممن يستفيدون من السلطة والمال، ويمكن ألا يختلف حالهم عن باقي فئات الشعب المصري كثيرا.

بالطبع، التصريحات التي خرجت عن السلطات المصرية غلبت عليها الأكاذيب، وغيّبت مصداقيتها أكثر من ست سنوات من التعذيب والتنكيل الممنهج الذي ارتكبته بحق د. مرسي، وزادها ما أقدمت عليه السلطات المصرية من إجراءات تعسفية وحصار لا يبرره إلا الخوف؛ نال عائلة د. مرسي بعد إجراءات الدفن والعزاء التي تمت بسرية، فقط من خلال عائلة د. مرسي ممثلة بأولاده وزوجته.

عنونت معظم الصحف العالمية العربية والأجنبية الكثير من الأسئلة عن قتل مرسي، وذهبت كلها إلى نتائج مفادها أن القاتل معروف؛ هو السيسي وأجنحته الأمنية. وأما مواقع التواصل الاجتماعي فقد ذهبت إلى الاتهام مباشرة، وكذلك انضمت الجمعيات الحقوقية الدولية والمدنية، مطالبة بلجنة تقصي حقائق مستقلة وشفافة للكشف عن ملابسات الوفاة ومعرفة الأسباب الحقيقية لها، بخاصة بعد ثبوت كذب الرواية المصرية وعدم إمكانية حدوثها علميا كما صرح بعض الأطباء.

على المستوي الدولي الرسمي لم يمتلك الشجاعة، بل الإنسانية، إلا تركيا وقطر، وقدمتا التعازي رسميا في وفاة د. مرسي، في حين عمت مظاهرات ومسيرات التأبين الدكتور مرسي كل أنحاء العالم وبمشاركة شعبية واسعة، في رد مغلف على صمت الحكومات على سجن وتعذيب ثم قتل الرئيس مرسي.

اليوم، بعد مرور أكثر من أربعين يوما على قتل أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، تسقط الأقنعة والحجة الواهية بين فرقاء الثورة المصرية، وتبدأ المساءلة:

ها قد مات مرسي؛ نقطة الخلاف الوحيدة واليتيمة بينكم، فماذا أنتم فاعلون؟ هل سيتم البحث في أرشيف حججكم الواهية؟ أم أنكم ستقفون وقفة يسجلها التاريخ لكم؟

هل تستطيعون عبور النفق المظلم، وتنتصرون لقضية وطن جمعتنا ميادينه فانتصرنا على فاشية جنرالاته التي انبرت تزرع خلافات ما أنزل الله بها من سلطان بيننا، وتستقطب كل فصيل، واستطاعت هزيمتنا بامتياز؟

نعم فشلت المجموعة الوطنية بامتياز، فتناثرت وتناثر معها الوطن وعادت الدولة الفاشية بوجهها القبيح، ومات الرئيس المنتخب، فماذا بقي حتى نرى كل المصريين يلتفون حول حوار وطني يولد من عباءته مشروع وطني يحمله أناس مخلصون، يزرعون الأمل وينتزعون اليأس والإحباط، ويقفون في وجه فاشية العسكر التي أوشكت أن تدمر مصر خارجيا وداخليا بل ومجتمعيا؟

أيها الفرقاء سقطت الحجة، فأين أنتم؟
التعليقات (2)
مصري جدا
الأربعاء، 31-07-2019 10:55 ص
مازلت مندهشا من بعض النخب التي تراهن على بقايا منصات المعارضة المصرية في الداخل والخارج ،،، الذين يبدأون دوما من نقطة الصفر وأحيانا ما تحت الصفر ،، مناشدات بوحدة الصف ولم والشامل والاتفاق على المشترك ،، كلام نظري يوجه ل منصات تجاوزها الزمن ،،، لا رهان على منصات قيادات الاخوان والحركة الإسلامية وكذلك لا رهان على بقايا قيادات الحركة المدنية ،،، كلاهما فشل بامتياز ،، فشلوا في الظروف المثالية المناسبة ،، فشلوا عندما سقط مبارك ووقف العالم يصفق للمصريين اندهاش واعجابا ،، فهل يظن أحد أنهم ينجحون في الظروف الأصعب والأسوأ في تاريخ مصر الحديث ،،، الرهان على من فشل رهان خاسر ،،، والرهان على منصات قيادة جديدة لبقايا الكيانات هو الامل المنشود ،، الكيانات الموجودة الإسلامية والمدنية رصيد هام وثروة لشعب ،، لكن استمرار وجود بقايا نفس القيادات سيهدر ما تبقى من فرص وما تبقى من ثروات ، ربما وما تبقى من وطن ،،، أيها المهتمون بالشأن المصري لماذا الإصرار على نفس المسار الذي فشل ،،، هل هذا منطق ،،، منصات قيادة جديدة وأن طال الوقت ،، وأن امتد الانقلاب العسكري وهيمن ،، منصات قيادة جديدة قادرة على صناعة أدوات اعادة التوازن لمعادلة الصراع ،،هذه هو المنطق ،،،
ابو حازم
الثلاثاء، 30-07-2019 08:01 م
مين قال الرتب الدنيا بتعاني دول اس الخراب وأصغر صول بيقبض سبع تمن تلاف جنيه