ملفات وتقارير

ما دلالات إلغاء الأمن عزاء والدة أيقونة ثورة مصر خالد سعيد؟

والدة خالد سعيد (يمين) توفيت في أمريكا بعد صراع مع المرض- تويتر
والدة خالد سعيد (يمين) توفيت في أمريكا بعد صراع مع المرض- تويتر

أثار رفض السلطات المصرية السماح لأسرة أيقونة ثورة 25 كانون الثاني/ يناير خالد سعيد، بتلقي العزاء في والدته التي توفيت في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بعد صراع مع المرض، استياء وغضب الكثير من الحقوقيين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.


وأعلنت زهراء، شقيقة خالد سعيد عبر "فيسبوك" أن "الأمن رفض التصريح لهم بتلقي العزاء الأربعاء الماضي في السيدة ليلى مروان في قاعة المناسبات الملحقة بمسجد "عمر مكرم" المطل على ميدان التحرير مهد الثورة المصرية، عقب انتشار دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لحضور نشطاء وأمهات شهداء الثورة هذا العزاء.


فما هي دلالات هذا الموقف من جانب النظام، ولماذا يلجأ السيسي كل فترة إلى منع تشييع جنازة أو إقامة عزاء لأحد معارضيه، على الرغم من القبضة الأمنية التي يحكم بها البلاد منذ عام 2014؟


وفجر مقتل الشاب خالد سعيد على أيدي رجال الشرطة بعد تعذيبه بوحشية أثناء محاولة اعتقاله في حزيران/ يونيو 2010؛ انطلقت شرارة الثورة المصرية التي اندلعت بعد هذا الحادث بستة أشهر فقط، حيث أثار حالة من السخط الشعبي على ممارسات الشرطة في عهد مبارك، وكانت صفحة "كلنا خالد سعيد" على "فيسبوك"، أول جهة تدعو إلى الثورة وإسقاط نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك.

دليل ضعف


من جهته،  قال الباحث والناشط الحقوقي عادل اسكندر إن نظام السيسي يشعر بالرعب من أي تجمع للمصريين في أي مناسبة، سواء كانت مبارة لكرة القدم أو حفلة غنائية أو سرادق عزاء أو إفطارا رمضانيا.


وأضاف اسكندر، في تصريحات لـ "عربي21"، أن منع هذا العزاء ليس دليلا على قوة النظام وقبضته الحديدية، كما يعتقد البعض، بل هو دليل جلي على هشاشته وضعفه، وخوفه من أي تجمع للمصريين، خاصة إذا كان هذا التجمع له علاقة، مباشرة أو غير مباشرة بثورة كانون الثاني/ يناير 2011.


وأوضح أن هذه هي عادة النظام الحالي، وسبق وأن رفض إقامة العديد من الجنازات أو بيوت العزاء لمعارضين أو أقاربهم لدواع أمنية، حيث يخشى النظام من تحول تلك الجنازات أو العزاءات إلى تظاهرات معارضة له.

 

اقرأ أيضا: وفاة والدة أيقونة "25 يناير" خالد سعيد

ولفت إلى أن الأمن منع في عام 2015 إقامة عزاء بمسجد "عمر مكرم" أيضا للشهيدة شيماء الصباغ التي لقيت مصرعها على يد الشرطة في تظاهرة سلمية بوسط القاهرة إحياء لذكرى ثورة يناير، وفي عام 2017 منع الأمن إقامة عزاء لأمين مجلس الدولة الأسبق المستشار وائل شلبي، الذي قالت الشرطة إنه انتحر داخل محبسه أثناء التحقيق معه إحدى قضايا الفساد الكبرى المتورط فيها شخصيات نافذة في النظام.


وتابع: "في شباط/ فبراير الماضي تلكأ الأمن في تسليم جثامين تسعة من المعارضين الذين تم إعدامهم بتهمة اغتيال النائب العام السابق هشام بركات، لذويهم عدة أيام، وشدد على أن يتم دفنهم ليلا وبحضور عدد قليل من أقاربهم فقط، ورفض إقامة أي عزاء لأي منهم وهدد باعتقال كل من يخالف هذه التعليمات".


وأشار إلى أن الأمر لم يتوقف عند حد الجنازات والعزاءات، بل امتد إلى الإفطار الرمضاني حيث سبق أن فضت السلطات إفطارا دعا إليه ناشطون ليبراليون بالقاهرة في رمضان الماضي، عندما أرسلت مجموعة من البلطجية افتعلوا مشكلة مع المدعوين واعتدوا عليهم بالضرب ما اضطرهم إلى إلغاء الفعالية.


وألغى الأمن العديد من الحفلات الغنائية لفنانين وفرق موسيقية من بينها "كايروكي"، بسبب تناولهم لموضوعات سياسية، مضيفا أن مصر هي البلد الوحيد في العالم التي تمنع جماهير كرة القدم من دخول الملاعب بسبب مخاوف النظام من روابط الأولتراس التي تعارضه.


لم يشفع لها

 
من جانبه قال أحمد خالد، وهو اسم مستعار لأحد الناشطين المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، رافضا الافصاح عن هويته، إن السيسي لم يترك أحدا ساهم في وصوله للحكم، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، إلا وانقلب عليه ونكل به.

 

اقرأ أيضا: هل تتحول حادثة الطفل يوسف لخالد سعيد ضد السيسي؟

وأوضح خالد، لـ"عربي21"، أن والدة خالد سعيد لم تخفِ يوما معارضتها للإخوان المسلمين، كما أنها كانت مؤيدة لحمدين صباحي في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة عام 2012، ثم أيدت الفريق أحمد شفيق في الجولة الثانية، وبعد فوز الرئيس محمد مرسي أعلنت رفضها لنتائج الانتخابات.


وتابع: "هي أيضا كانت من مؤيدي 30 حزيران/ يونيو 2013، وخرجت في التظاهرات المطالبة بالانقلاب على الرئيس مرسي لكن ذلك لم يشفع لها عند السيسي، لافتا إلى أن زهراء شقيقة خالد سعيد اشتكت العام الماضي، عبر صفحتها على فيسبوك من أن أسرتها تتعرض لتهديدات وإيذاء من جانب النظام، وأنهم اضطروا إلى مغادرة البلاد وعدم العودة إليها مرة أخرى".


وأكد أن النظام "يؤكد للجميع أنه لا يتسامح مع أي شخص كان مشاركا في ثورة يناير التي تمثل هاجسا وكابوسا يطارد السيسي خوفا من أن يلقى مصير مبارك، لكنه لا يدرك أن كل هذه الاحتياطات الأمنية لن تغني عنه شيئا لأن الثورات تشتعل شراراتها دون سابق إنذار ومن حيث لا يحتسب الطغاة".

التعليقات (1)
محمد طعيمه
السبت، 25-05-2019 04:32 م
الاسره من الاسكندريه فليه يتعمل عزاء في القاهرة وخاصه عمر مكرم. دي منظره ومظاهره وليس للعزاء. الأمن صح يرحم الله الفقيده