انطلق المهرجان العربي للموسيقى الملتزمة في دورته التأسيسية، مساء الإثنين، بحفل مشترك للفنانتين
التونسية بديعة بوحريزي والفرنسية "فلوي كروشي"، في العاصمة تونس.
وتتواصل فعاليات الدورة، التي تنظمها المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بتونس (حكومية)، بدار الثقافة "ابن رشيق"، حتى 8 فبراير/شباط الجاري، بمشاركة 19 عرضًا موسيقيًا.
ومن بين الحفلات، عرض مصري لمجموعة" إسكندرلا"، إلى جانب عرض لفرقة "أجراس" التونسية، وآخر لمجموعة "نرستان" المغربية.
وبدأ حفل الافتتاح بالفنانة الفرنسية "كروشي" والتي حلقت بالجمهور إلى العالم المهمش المليء بالمآسي والهموم لتبعث فيه رسائل المقاومة والصمود في وجه العنف والدمار.
كروشي، التي انطلقت تجربتها الفنية 1994 مع مجموعة " mafucage" كعازفة على آلة الباص القيثارة، أبدعت خلال الحفل بعزفها الممتع.
وتشتغل "كروشي" على التقاط الموسيقى التوثيقية التي تمزج بين خلط النصوص والشهادات والموسيقى لتعبر عن مفهوم الهوية أثناء الحروب.
وتعمل الفنانة الفرنسية على دمج النصوص الشعرية باللغة العربية وموسيقاها الخاصة حيث تعاملت مع الشاعرة الفلسطينية كاميليا جبران من خلال قصيدتها "سجن النسيان".
والجزء الثاني من الحفل، كان من نصيب الفنانة التونسية بوحريزي التي عبرت عن فخرها بالمشاركة في المهرجان الذي يؤمن بالحرية كقضية أساسية.
وقدمت الفنانة مجموعة من أغانيها التي ارتبطت بالثورة التونسية والتي هزت مشاعر مواطنيها آنذاك إثر إزاحة نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي الاستبدادي في يناير/كانون الثاني 2011.
أغاني بوحريزي تعالج قضايا اجتماعية وسياسية وتروي معاناة المُهمشين الذين كان كل همهم البحث عن رغيف الخبز المفقود وعن أولئك الذين دخلوا عوالم النسيان كأن شيئا لم يكن.
وقدمت بوحريزي، خلال الحفل، مجموعة من أغانيها الهادفة التي تؤسس لموسيقى بديلة عما هو موجود ومن بينها "صرخة حرية" و"الأشواق" و"لاباس" ( لا بأس) و"حر يولد الإنسان".
وغصت مدارج دار الثقافة "ابن رشيق" بالجمهور الذي تفاعل مع أغاني بوحريزي الثورية والتي ولدت من رحم المعاناة وحفرت في الذاكرة.
وفي هذا السياق، قال سفيان القاسمي مدير المهرجان، إن هذه التظاهرة تهدف الى إحياء مسيرة فنانين ملتزمين وفرق برزت في عقود الستينيات والسبعينيات والثمانينيات والتسعينيات مثل الهادي قلة والزين الصافي ومجموعة الحمائم البيض وغيرهم.