هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اشتكى أهالي قرية الروضة ببئر العبد شمال سيناء من عدم التزام الحكومة المصرية بوعودها، في الذكرى الأولى لمذبحة مسجد الروضة، التي راح ضحيتها نحو 309 أشخاص وأكثر من مئة مصاب في تشرين الثاني/ نوفمير 2017، في أكبر عملية "إرهابية" بتاريخ مصر.
وكانت الحكومة تعهدت بصرف تعويضات لجميع الضحايا والمصابين، وتشييد المنازل، وإقامة مشروعات تنموية، ورصف الطرق؛ بهدف جعلها قرية نموذجية في شمال سيناء، وهو ما لم يتحقق على أرض الواقع إلا الجزء القليل للـ"شو الإعلامي".
وأعرب الأهالي عن تذمرهم من استغلال المسؤولين لمأساة أهالي القرية بأخذ الصور الفوتوغرافية مع بعض ذوي الضحايا، والبيوت التي تم ترميمها في الذكرى الأولى للمذبحة، وإطلاق التصريحات الفضفاضة، والوعود الكاذبة الواحدة تلو الأخرى.
"شاهد مشفش حاجة"
وحضر الذكرى الأولى للحادث محافظ شمال سيناء ووزيرا الأوقاف والتنمية المحلية، وممثلين عن الأزهر ووزارة الشباب والرياضة، والجمعيات الخيرية، وبعض رجال الأعمال، والقنوات الفضائية، والصحف المحلية المحسوبة على النظام.
وعرضت صفحة شاهد سيناء على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، صورا لبيوت تم ترميمها مؤخرا لأهالي قرية الروضة، ولكنها تضررت بسبب هطول الأمطار خلال الأيام الماضية، تحت عنوان الأمطار تكشف فساد جهاز تعمير #سيناء بقرية #الروضة.
"قصور وتقصير"
وعلق عبدالقادر مبارك أحد مشايخ قرية الروضة من قبيلة السواركة على زيارة الوفد الحكومي للقرية على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بالقول "لأنها مبادرة الرئيس انطلقتم، كل أعمالكم شو إعلامي ونفاق فج ظهر جليا في قرية الروضة".
وانتقد مبارك عدم صرف تعويضات للمتضررين بالقول إن أحد شباب قرية الروضة أصيب في حادث مسجد الروضة الأليم العام الماضي، ولم يتم صرف التعويضات الخاصة به، وبات مديونا بمبلغ 8 آلاف جنيه، ولم يتحرك مسؤول لصرف التعويضات.
متسائلا: "هل تنصلت الحكومة من وعودها عقب الحادث ؟؟؟.. استحوا على دمكو واصرفوا تعويضات اسر الشهداء والمصابين".
وفي منشور آخر، عرض مبارك صورا لم تصلها كاميرات الإعلام لبيوت لم تصلها يد الإعمار أو الترميم أو الإصلاح، وتضررت أكثر مع سقوط الأمطار رغم وعود الحكومة بإصلاحها منذ عام، متهما جهاز تعمير سيناء "ممارسة إذلال الناس، وتجاهل المحافظ الاستماع إلى شكاوى أسر الشهداء والمصابين، واكتفى بلقطة اليوم (صورة اليوم).
"حبر على ورق"
بدوره، أكد الصحفي السيناوي بشمال سيناء، أحمد أبو دراع، الذي قام بتغطية الحدث إعلاميا لـ"عربي21" أن "ما حدث في ذكرى حادثة مسجد الروضة كان شو إعلامي يفتقر للمسؤولية، ولا يخلو من المتاجرة بمآسي أهالي القرية".
ونقل عن سكان أهالي القرية المنكوبة أن "وعود الحكومة بتحويل القرية إلى قرية نموذجية لم يتحقق منه شيء، وأن البيوت التي وعودوا بتشييدها، والمشاريع التي وعودوا بإقامتها، والطرق التي وعودوا برصفها، والشباب الذين وعدوا بتشغيلهم كان مجرد حبر على ورق، وكلام مرسل".
وأضاف أن "الحكومة اكتفت بترميم بعض المنازل بشكل عشوائي، وكان من المفترض إعادة ترميم 40 أو 50 منزل، وما تم كان بواسطة أحد رجال الأعمال، ومؤسستين خيريتين، وأن الكثير من التعويضات لم تصرف حتى الآن".
وفيما يتعلق بخلق فرص عمل لشباب القرية، أكد أبو دراع نقلا عن شباب القرية "أنه لم يتم توظيف أحد من هؤلاء، ولا توجد مشروعات بالقرية لاستيعاب هؤلاء الشباب، وهو ما لمسته بنفسي هناك".
وكشف أبو دراع أنه بعد عام من الحادث "رحل نحو نصف سكان القرية وتركوها في إشارة إلى خوفهم من تكرار ما حدث، وأن الكثير من القرى المجاورة لا يوجد بها تأمين كاف".
مشهد مقزز
فيما علق الصحفي مراد حجازي، بموقع التحرير الإخباري، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي
فيسبوك، على صورة المسؤولين المجتمعين في ذكرى حادثة الروضة بالقول إن "المشهد اللي في الصورة ده مبيحصلش غير في أشباه الدول زي دولتنا، أعلام، نصب فراشات، كاميرات، مسؤولين ووزراء، قنوات تلفزيونية ومصورين.
وأضاف أن "الوزراء ورجال الأعمال جايين يسلمه الأهالي البيوت اللي ترممت خلال السنة اللي فاتت، وطبعًا أهم حاجة اللقطة والشو وكسر عيون الناس الغلابة، مقابل أن يظهر رجل الأعمال على أنه محب الخير، والوزير والدولة يظهروا بأن قلبهم على الأهالي".