هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دشنت حركة شباب 6 أبريل المعارضة في مصر حملة إعلامية عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، للتذكير بالمعتقلين السياسيين في السجون المصرية منذ تموز/ يوليو 2013، وكسر حاجز الصمت عن ظروف اعتقالهم، وأوضاعهم داخل السجون.
وقالت الحركة إن الحملة التي تم تدشينها بوسم "#الحرية_لمصر"، لاقت رواجا سريعا وكبيرا سواء على مواقع التواصل الاجتماعي، أو المواقع الصحفية الإلكترونية العربية والأجنبية، بعد أن شملت التعريف بالعديد من المعتقلين من مختلف التيارات السياسية المتواجدة على الساحة المصرية.
وانطلقت الحملة قبل أيام، في 18 تموز/ يوليو الجاري، بتعريف الجمهور بالناشط السياسي، وأحد مؤسسي حركة 6 أبريل، محمد عادل، الذي أعيد اعتقاله بعد حبسه لمدة ثلاث سنوات في قضية تظاهر، على خلاف ما يروج الإعلام المصري التابع للنظام أنها قضية "تمويل أجنبي".
وحظيت الحملة الإعلامية بتفاعل كبير من قبل النشطاء السياسيين والحقوقيين، على مدار الأيام القليلة الماضية، وبمشاركة آلاف المتفاعلين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وسط توقعات بضم المزيد من المتعاطفين مع استمرار عمل الحملة.
فكرة المبادرة
وبشأن فكرة الحملة وآلية عملها وأهدافها، قال منسق الحملة، خالد إسماعيل، لـ"عربي21": "اسم الحملة الحرية لمصر"، مضيفا أنها "تهدف لكسر حالة الصمت والتعتيم على الاعتقالات التي طالت العديد من السياسيين والنشطاء وأعضاء الأحزاب والحركات السياسية من جميع الأيدلوجيات سواء كانوا إسلاميين أو ليبراليين أو سياسيين" .
اقرأ أيضا: معتقلون بمصر رغم أنف البراءة.. أبو بركة ونجل البلتاجي نموذجا
وعن أهداف مبادرة الحرية لمصر أكد أن "الحملة ستسمتر لأكثر من شهر ونصف بحيث يكون هناك تدوين وكتابة عن معتقل واحد يوميا، يتم نشر تعليق (بوست) مطول عن ظروف اعتقاله وأوضاعه داخل السجون والانتهاكات التي تمارس بحقة وأوضاعه الصحية".
واستدرك: "الحملة انطلقت بمبادرة من حركة 6 إبريل، وشارك بها نشطاء من أحزاب وحركات سياسية ومستقلين من خلال المساهمة في نشر منشورات الحملة بشكل يومي، ساهم في تحقيق انتشار كبير بحقيقة أوضاع المعتقلين سواء القدامى، أو الجدد".
وبشأن آلية تدوين التعريف بالمعتقل وظروفه، أوضح منسق الحملة، أن "ذلك يحدث من خلال إنشاء (جروب) مجموعة يجمع الكل لمشاركة ما سيتم كتابته عن المعتقل، والمعلومات المتوفرة عنه، ثم وضع التعليق (البوست) النهائي على (الجروب) المجموعة لكي يتم نشره على صفحاتهم الشخصية".
تفاعل واسع
وأكد إسماعيل أن "الحملة لاقت صدى واسعا، وتواصل معنا أسر معتقلين يرغبون في وضع أسماء ذويهم والكتابة عنهم بعد النجاح الذي حققته الحملة خلال أيامها الأولى في الانتشار".
ويوجد في المعتقلات المصرية نحو 60 ألف معتقل، وفق تقدير منظمات حقوقية وإنسانية، في تهم ذات دوافع سياسية، وبعضهم دون محاكمات، والبعض الآخر لم توفر لهم ظروف محاكمات عادلة، فضلا عن تصفية وإخفاء آلاف المعتقلين، في ظروف اعتقال مأساوية.
اقرأ أيضا: تدهور الحالة الصحية لمئات المعتقلين بمصر جراء منع العلاج
ووفق منسق الحملة، فهي لم تقتصر على انتماء معين، قائلا: "الحملة جمعت معتقلين سياسيين من كل الانتماءات السياسية، وكانت الحركة (6 أبريل) حريصة على ذلك من اليوم الأول لها .. فستجد أنها انطلقت بنقل معاناة محمد عادل، أحد مؤسسي حركة 6 إبريل وإضرابه عن الطعام، ثم كان ثاني أيامها عن المحامي وعضو الاشتراكيين الثوريين، هيثم محمدين، ثم تحدثت عن رئيس حزب مصر القوية، الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، ثم تحدثت عن الدكتور باسم عودة، وزير التموين الأسبق، والمدون الصحفي، وائل عباس، والناشط السياسي، شادي الغزالي حرب، وغيرهم.
وأوضح أن "الحملة بالأساس كانت ذات بعد إنساني وحقوقي؛ تهدف لكسر الصمت عن المعتقلين السياسيين، وإيصال معاناتهم".
وحول ما إذا كان من أهداف الحملة إذابة الثلج بين قوى المعارضة المصرية المختلفة، أجاب :"الحقيقة لم يكن من ضمن أهداف الحملة إذابة الجليد بين التيارات المعارضة؛ لأنها مسألة معقدة تحتاج للكثير من العمل، ولكن من الممكن البناء عليها خاصة مع توالي المبادرات التي تتحدث عن توحيد قوى المعارضة".