هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بدأت قوات تحالف تقوده السعودية اليوم الأربعاء
هجوما على مدينة الحديدة الساحلية في اليمن، في أكبر معركة في الحرب المستمرة منذ
نحو ثلاث سنوات بهدف إخضاع الحوثيين مما يهدد بتفاقم أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
واستهدفت طائرات وسفن
التحالف تحصينات الحوثيين دعما لعمليات برية تنفذها قوات يمنية وأجنبية احتشدت
جنوبي ميناء الحديدة في إطار عملية (النصر الذهبي).
فيما حذر محمد علي الحوثي أحد زعماء الحوثيين التحالف المدعوم من الغرب من مهاجمة الميناء وقال على تويتر إن قواته استهدفت بارجة للتحالف، وسبق أن هدد بشن هجمات على ناقلات نفط في ممر الشحن الاستراتيجي بالبحر الأحمر.
وأكد مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) استهداف الحوثيين بارجة إماراتية قبالة السواحل اليمنية بصاروخين، وذلك تأكيدا لإعلان جماعة الحوثي استهداف البارجة قبالة سواحل الحديدة.
ونقل مراسل شبكة سي إن إن عن مسؤولين في البنتاغون تأكيدهم استهداف الحوثيين البارجة الإماراتية بصاروخين واشتعال النيران فيها.
وكان الحوثيون أعلنوا إفشال إنزال بحري لقوات سعودية وإماراتية قرب ميناء الحديدة، وقال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي ضيف الله الشامي في تصريحات صحفية "أفشلنا إنزالا بحريا للقوات السعودية-الإماراتية قرب ميناء الحديدة".
في غضون ذلك، أكدت وكالة الأنباء الإماراتية مقتل أربعة جنود إماراتيين في معركة الحديدة، وقال بيان القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية إن الجنود "استشهدوا أثناء تأديتهم واجبهم الوطني في عملية إعادة الأمل، ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية".
وقالت وسائل إعلام
يسيطر عليها التحالف وحلفاؤه اليمنيون إن القتال استعر قرب مطار الحديدة ومديرية
الدريهمي الواقعة على بعد عشرة كيلومترات جنوبي مدينة الحديدة.
ويمثل الهجوم أول مرة
تحاول فيها قوات التحالف السيطرة على مدينة كبرى شديدة التحصين منذ انضمامها للحرب
قبل ثلاث سنوات ضد جماعة الحوثي المدعومة من إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء
وأغلب المناطق المأهولة في البلاد.
اقرأ أيضا: "MEE": الإمارات أجبرت هادي على الموافقة على عملية الحديدة
وتقول الأمم المتحدة
إن 8.4 ملايين يمني على شفا المجاعة وإن ميناء الحديدة هو المصدر الوحيد لوصول
الإمدادات الغذائية لهم.
وقال أحد السكان الذي
طلب عدم نشر اسمه لرويترز إن الحوثيين نشروا مركبات عسكرية وقوات في وسط المدينة
وقرب الميناء في حين حلقت طائرات التحالف في السماء وقصفت الساحل الجنوبي. وأضاف أن
السكان يفرون من مخارج المدينة شمالا وغربا.
وقالت منظمة كير
إنترناشونال، وهي واحدة من منظمات الإغاثة الدولية القليلة التي مازالت تعمل في
الحديدة، إن 30 ضربة جوية أصابت المدينة خلال نصف ساعة صباح اليوم الأربعاء.
وقالت جولين فلدفايك
مديرة المنظمة في اليمن: "بعض المدنيين محاصرون والبعض الآخر أجبر على الخروج
من دياره. كنا نتصور أن الأمور لا يمكن أن تزداد سوءا لكننا كنا مخطئين للأسف".
ونقل تلفزيون العربية
المملوك للسعوديين عن شهود وصفهم لقصف "مركز ومكثف" قرب الميناء.
وتخشى الأمم المتحدة
من أن يفاقم الهجوم بدرجة كبيرة الأوضاع السيئة للغاية بالفعل في اليمن أفقر دول
المنطقة. ويعيش 600 ألف شخص في المدينة والمنطقة المحيطة بها ويستقبل الميناء
الشحنات الأساسية من الغذاء والمساعدات لليمنيين ومنهم نحو 8.4 ملايين يعيشون على
حافة المجاعة.
وقالت ليز جراندي
منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن الموجودة في صنعاء: "بموجب
القانون الإنساني الدولي يتعين على أطراف الصراع بذل كل ما في وسعها لحماية
المدنيين وضمان وصول المساعدات التي يحتاجونها. وفي الوقت الراهن لا شيء أهم من
ذلك".
دعوات لضبط النفس
قال مبعوث الأمم
المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن جريفيث إن المنظمة الدولية تتحدث إلى الطرفين في
محاولة لتجنب القتال. وأضاف على تويتر: "ندعوهما لضبط النفس والانخراط في
الجهود السياسية الرامية لمنع مواجهة عسكرية في الحديدة".
وقال فيليبو جراندي
المفوض السامي لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة إن هناك خطر أزمة وشيكة إذا بدأ
اليمنيون في الفرار عبر البحر إلى الصومال أو جيبوتي.
ويقول التحالف إنه
سيحاول الإبقاء على الميناء مفتوحا ويمكنه تخفيف الأزمة بعد السيطرة عليه برفع
قيود فرضها على الواردات. وقال عمال الميناء لرويترز إن خمس سفن راسية في ميناء
الحديدة أفرغت حمولاتها لكن لن تصدر تصاريح دخول جديدة اليوم بسبب القتال.
وساندت دول غربية،
خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا تحالف الدول العربية دبلوماسيا وتبيع له أسلحة
بمليارات الدولارات سنويا لكنها تجنبت بدرجة كبيرة التدخل العلني المباشر في
الصراع الدائر في اليمن. وقد تكون المعركة الكبيرة بمثابة اختبار لهذا الدعم خاصة
إذا قتل العديد من المدنيين أو قطعت الإمدادات.
وحثت وكالات الإغاثة
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على إلغاء مؤتمر في باريس بشأن اليمن برئاسة
مشتركة مع السعودية.
وبدأت العملية بعد
انتهاء مهلة مدتها ثلاثة أيام حددتها الإمارات العضو في التحالف للحوثيين لمغادرة
المدينة.
وقالت الحكومة المعترف
بها دوليا في بيان منفصل نشرته وسائل الإعلام الرسمية اليمنية: "تحرير ميناء
الحديدة يشكل علامة فارقة في نضالنا لاستعادة اليمن من الميليشيات التي اختطفته
لتنفيذ أجندات خارجية".
وأضاف البيان: "تحرير الميناء يمثل بداية السقوط للحوثيين وسيؤمن الملاحة البحرية في مضيق
باب المندب وسيقطع أيادي إيران التي طالما أغرقت اليمن بالأسلحة التي تسفك بها
دماء اليمنيين الزكية".
وقال الرئيس اليمني
عبد ربه منصور هادي: "كنّا ولا زلنا نسعى للحل السلمي... وقدمنا الكثير من
التنازلات لتجنب الحل العسكري إلا أننا لا يمكن أن نسمح باستغلال معاناة أبناء
شعبنا وجعله رهينة لإطالة أمد هذه الحرب التي اشعلتها المليشيا الانقلابية"
في إشارة إلى جماعة الحوثي.
وهدف التحالف هو حصار
الحوثيين في صنعاء وقطع خطوط إمدادهم لإجبارهم على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وقال مسؤول عسكري يمني
مناهض للحوثيين إن التحالف جمع قوة قوامها 21 ألف جندي تشمل قوات إمارتية وسودانية
بالإضافة إلى يمنيين من الانفصاليين الجنوبيين ووحدات محلية من السهل الساحلي
للبحر الأحمر وكتيبة يقودها ابن أخ الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وتدخل التحالف في
اليمن لإعادة حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي أخرجه الحوثيون من
صنعاء في عام 2014.
مجلس الأمن
ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا الخميس بعد بدء هجوم تدعمه السعودية والإمارات على مدينة الحديدة اليمنية الساحلية ويثير مخاوف من كارثة إنسانية، بحسب دبلوماسيين.
ويأتي هذا الاجتماع بناء على طلب المملكة المتحدة، إحدى الدول الخمس دائمة العضوية في المجلس والتي طلبت الأربعاء عقد اجتماع مغلق عند الظهر (16,00 ت غ).
وكانت الأمم المتحدة حذرت من هذه الحملة العسكرية التي تقوم بها القوات الحكومية اليمنية مدعومة من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية وذلك خشية أن يؤدي إلى وقف إيصال مساعدات الإغاثة إلى ملايين السكان الذين هم على حافة المجاعة.
وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في بيان: "أدعو جميع الأطراف إلى احترام القانون الإنساني الدولي وإعطاء الأولوية لحماية المدنيين".
وأضاف أن التحالف الذي تقوده الرياض "أكد لنا أنه يأخذ في الاعتبار القلق الإنساني في خططه العملانية"، معتبرا أن "استمرار وصول الغذاء والوقود والمواد الطبية إلى اليمن هو أمر حيوي".
وتابع جونسون: "من جهتهم، على الحوثيين ألا يعرضوا منشآت الميناء للخطر أو إعاقة تلبية الحاجات الإنسانية"، مؤكدا أنه "ينبغي العمل مجددا من أجل تسوية سياسية شاملة".