هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت الكاتبة الإسرائيلية بصحيفة معاريف إيريس جيوريلت الثلاثاء، إن العلاقات القائمة بين إسرائيل وأذربيجان تعود عليهما بمليارات الدولارات، رغم أنه ليس بينهما علاقات دبلوماسية كاملة، ولا توجد لإسرائيل سفارة في تلك الدولة الإسلامية الشيعية، لكنها باتت تشكل حلفا قويا مع إسرائيل، منذ تولي الرئيس الأذري الحالي إلهام آلييف السلطة منذ عام 2003.
وأضافت في تحقيق مطول ترجمته "عربي21" أن "علاقات
تل أبيب مع باكو تتركز في المجالات التجارية، وصفقات السلاح، والتعاون الاستراتيجي
ضد إيران".
ولعل ما يجذب إسرائيل لأذربيجان جملة عوامل سياسية
وتاريخية، فقد تأسست عام 1918، وانضمت للاتحاد السوفيتي في عام 1920، وفي 1991
عادت للاستقلال عقب انهيار الإمبراطورية السوفيتية، وتعتبر اليوم من أكبر الدول
الإسلامية الشيعية ذات الحدود المشتركة مع روسيا وجورجيا في الشمال، وأرمينيا في
الغرب، وإيران في الجنوب، وهي غنية بالثروات الطبيعية، وعدد سكانها تسعة ملايين
نسمة، وفيها جالية يهودية تقدر بـ15 ألف نسمة.
وأوضحت أنه بسبب هذا الموقع الاستراتيجي تكتسب
أذربيجان أهمية خاصة لإسرائيل، حيث ترتبطان ببعضهما من خلال صفقات السلاح، وتوفير
المنظومات الدفاعية.
ونقلت عن حكمت حجاب المتحدث باسم وزارة الخارجية
الأذرية، قوله إن "حجم التبادل التجاري بين تل أبيب وباكو يصل إلى 5.7 مليارات
دولار، بجانب العلاقات السياسية التي تتوثق مع مرور الوقت، لاسيما عقب الزيارة
الأخيرة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، فأذربيجان لديها كيمياء خاصة في العلاقات
مع إسرائيل، كنا معجبين بشمعون بيريس الرئيس الإسرائيلي الراحل، وأفيغدور ليبرمان
وزير الجيش الحالي صديق لنا، ولذلك فإن الصداقة بيننا مهمة لكلينا جدا".
اقرأ أيضا: صحيفة إسرائيلية: الحرب مع إيران ستنطلق من أذربيجان
وأضاف: "إقامة سفارة لأذربيجان في تل أبيب أمر
رمزي وليس أساسيا، فما بيننا من علاقات وتبادل تجاري وشراكة وثيقة بين شركات النقط
والمنظومات الدفاعية، يتجاوز هذا الموضوع، لكني واثق أن مسألة السفارة سيتم البت
فيه عاجلا أو آجلا".
وختم بالقول: "أذربيجان ترى في إسرائيل ذات
صناعات عسكرية من الأقوى والأكثر تطورا حول العالم، ونحن نشتري منها طائرات مسيرة
دون طيار، وباتت أذربيجان في السنوات الأخيرة مكانا مفضلا للسياح الإسرائيليين بسب
أسعارها الرخيصة، رغم أن كل هذه العلاقات تثير غضب كثير من جيراننا، لاسيما إيران،
في ضوء العداء الأذري-الإيراني، ولذلك فإن طهران دأبت على إدانة تطور العلاقات بين
باكو وتل أبيب".
أما دان ستيف السفير الإسرائيلي في باكو فقال إن
"إسرائيل كانت الدولة الرابعة حول العالم التي اعترفت بأذربيجان عام 1992،
موضحا أن المصالح المشتركة بين الدولتين تنبع أساسا من موقعهما الجغرافي، لاسيما
وأن النفط الأذري الذي يصل إسرائيل يؤسس لعلاقة قوية بينهما، كما أن شركات أذرية
تحصل على عطاءات اقتصادية وتجارية إسرائيلية، لاسيما في مجال الطاقة والنفط".
الباحث بمعهد ترومان في الجامعة العبرية حان برام قال
إن "هناك شبكة مصالح مشتركة بين الدولتين، لاسيما بالنظر للعداء المشترك
لإيران التي تشكل تهديدا لهما معا، فأذربيجان تخشى من التأثير الديني الإيراني على
مجتمعها العلماني، ولا تريد أي تدخل إيراني بين مواطنيها".
وأضاف: "في المقابل تعتبر إيران تعتبر حليفة
لأرمينيا الغارقة في صراع دامي مع أذربيجان، كما ترى الأخيرة في إسرائيل دولة
قريبة من الولايات المتحدة، وهي تريد الحصول على مزيد من فرص التأثير في واشنطن
خدمة لمصالحها، وهناك تعاون في المجالات الاقتصادية بينهما، حيث تنشط شركات
إسرائيلية في قطاع الاتصالات اللاسلكية في أذربيجان".