هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف مصدر مقرب من رئيس الوزراء حيدر العبادي، الثلاثاء، عن المباحثات التي أجراها وزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو خلال زيارته إلى بغداد، مؤكدا أنها حملت ثلاثة عناوين هي: "أمني، سياسي، اقتصادي".
وقال النائب عباس البياتي لـ"عربي21" إن "الجانبين بحثا ضرورة استئناف العلاقات التركية العراقية في المجال التجاري وأهمية انعقاد المجلس التنسيقي الأعلى بينهما، بأقرب فرصة في أنقرة ودعوة العبادي لحضور المجلس، وتأكيد أهمية تدفق المياه، حيث وعدت تركيا بزيادة إطلاقات المياه للعراق".
وفي الجانب السياسي، ناقش الجانبان عددا من التحديات والملفات في المنطقة ومنها الملف السوري سواء الأمني أو السياسي، في الجانب الأمني أكد ضرورة توحيد الجهود لمحاربة الإرهاب سواء كانت "داعش" أو غيره، حيث أكدوا أهمية تنسيق الجهود العمل معا في هذا الأمر، بحسب البياتي.
وعن الأنباء التي تحدثت عن وجود تحالفات جديدة، قال البياتي: "لم يتم التطرق لا من بعيد ولا من قريب في تشكيل تحالف أو محور ثلاثي أو رباعي، وإنما تركز الحديث على العلاقات الثنائية بالدرجة الأولى، وعلى ملفات المنطقة ومنها الملف السوري بالدرجة الثانية".
اقرأ أيضا: تركيا تدعو العبادي لزيارتها وتتعهد بقرار حول قواتها ببعشيقة
وشدد على أن "العراق لا يريد الاصطفاف مع محور ضد آخر في المنطقة، ولا نريد أن نخوض صراع النفوذ في المنطقة بين القوى الإقليمية والدولية، وإنما نريد أن نكون على مسافة واحدة مع الجميع، فنحن لدينا علاقة طيبة مع أمريكا، وروسيا أيضا".
وأضاف: "أمريكا حليفة لنا ودعمتنا في حربنا ضد داعش وكذلك ساندتنا روسيا في الجهد الاستخباري، وإقليميا لدينا علاقة طيبة مع إيران وكذلك مع السعودية، ورئيس الوزراء استطاع أن يوازن في العلاقة الدولية والإقليمية".
وفي حديث لوكالة الإنباء الكويتية، الثلاثاء، قال العبادي لوفد إعلامي كويتي يزور بغداد حاليا، إن "الوجود العسكري التركي في العراق هو وجود رمزي"، مضيفا: "إنني دعيت لزيارة تركيا في إطار عمل اللجنة التنسيقية العليا بين البلدين".
وأضاف العبادي أن "الأتراك كانوا يتعاملون بازدواجية في الملف الكردي فكانوا يدعمون أكراد العراق ويتعاملون معهم خارج إطار الحكومة الاتحادية فيما يمنعون حقوق الأكراد الأتراك عندهم حتى جاءت قضية الاستفتاء وشعروا بالتهديد فغيرت وجهة نظر الأتراك نحو التقارب مع بغداد".
اقرأ أيضا: لافروف: تصرفات أمريكا بسوريا إما استفزاز أو عدم فهم للوضع
وتابع: "ذلك لا يعني موقفا سلبيا من الحكومة ضد الأكراد العراقيين بل أنهم مواطنون في بلدهم لهم حقوق المواطنة وعليهم واجباتها"، مشيرا إلى أن "الأتراك لهم مخاوف كبيرة من منظمة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق".
وأكد رئيس الوزراء العراقي أن "بلاده لا تدعم هذه المنظمة ولا يريدها أن تتخذ من الأراضي العراقية منطلقا للاعتداء على تركيا".
وكان وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، الأحد، قد وجه دعوة رسمية إلى رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، لزيارة تركيا، فيما تعهدت الأخيرة باتخاذ قرار بشأن قواتها من بعشيقة قرب الموصل.
وأبدى الوزير التركي "استعداد بلاده للتعاون في مجال ضبط الحدود، وزيادة المنافذ الحدودية بين البلدين"، لافتا: "أوفينا بوعدنا للعراق، وتفاعلنا مع طلب العراق، وقرَّرنا تجميد العمل بسد أليسو حتى شهر حزيران".
كما أعلن تشاووش أوغلو أن "بلاده ستزيد حجم الإطلاقات المائية من 60 مترا مكعبا في الثانية إلى 90، ولن نقدم على أي إجراء يضر بمصلحة العراق".
وذكر أن تركيا "ستتخذ قرارا بشأن سحب القوات التركية من بعشيقة بالتعاون مع الحكومة العراقـية، ولن نرضى بعقد اجتماعات على الأراضي التركية تـضر بمصالح العراق"، بحسب مواقع محلية عراقية.