هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تواصلت ردود الفعل المصرية المندّدة بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، حيث أصدرت شخصيات وقوى مصرية من اتجاهات مختلفة بيانات اليوم الخميس تدعو لإطلاق مظاهرات شعبية غاضبة وتدشين حملات سياسية ودبلوماسية واقتصادية واسعة لمقاطعة أمريكا حتى إسقاط قرار "ترامب".
دعا التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب الشعب المصري لدعم ما وصفه بالنضال الفلسطيني، والمشاركة في أسبوع ثوري جديد بعنوان "انتفضوا لأجل القدس"، مؤكدا أن "القدس كانت وستظل أرضا فلسطينية، وستكون هي عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة".
وقال – في بيان له الخميس-: "لم يكن قرار ترامب بمستغرب على مثله، وهو الذي يهدد بما هو أكثر من ذلك لتصفية القضية الفلسطينية عبر ما وصفه بصفقة القرن"، لافتا إلى أن هذا القرار كشف "حلفاء ترامب وأصدقاءه في المنطقة الذين دعموه سرا، ومنحوه الضوء الأخضر لتنفيذ قرار ظل معطلا على مدى 22 عاما خشية ردود الفعل العربية والإسلامية".
وأكد تحالف دعم الشرعية أن "هذا القرار الأمريكي هو ثمرة طبيعية للثورات المضادة على الربيع العربي وفي القلب منه الثورة المصرية التي قضت مضاجع العدو، واقتحمت سفارته في القاهرة، ونزعت العلم الصهيوني لتضع مكانه العلمين المصري والفلسطيني، والتي وقفت ضد عدوانه على غزة وهتف رئيسها المدني الدكتور محمد مرسي لن نترك غزة وحدها".
ودعت 59 شخصية سياسية معارضة داخل وخارج مصر كل الحكومات والشعوب التي وصفتها بالمحبة للسلام لرفض القرار الأمريكي، وعدم الانسياق خلفه حفاظا على علاقات المودة والتعاون، وحفاظا على الاستقرار والأمن العالميين، مطالبين المؤسسات الأمريكية بإلغاء هذا القرار الذي أكدوا أنه يزيد عداء شعوب المنطقة لهم، والذي يغزي الجماعات الإرهابية في المنطقة.
وقالوا: "لقد تحدى ترامب بهذا القرار الشرعية الدولية التي جسدتها قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة الرافضة للاحتلال الإسرائيلي للقدس في 1967 وتحويلها إلى عاصمة للكيان الصهيوني، كما تحدى المشاعر العربية والإسلامية الداعمة للحق الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس".
وأضافوا أن "ترامب الذي يواجه مشاكل داخلية تهدد حكمه، والذي عجز عن تحقيق وعوده الأخرى لناخبيه مثل مشروع الرعاية الصحية، والجدار الحاجز مع المكسيك أو إلغاء الاتفاق النووي مع إيران أو حتى مواجهة تهديدات كوريا الشمالية لم يجد أمامه سوى القضية الفلسطينية ومن خلفها الشعوب العربية والإسلامية ليسجيل نجاحا على حسابها، وهو ما يمثل إهانة جديدة منه لشعوبنا، لا نقبلها منه وسنردها عليه".
وأردفوا: "إننا إذ نستنكر هذا القرار ونرفضه بشدة، فإننا نثق أن شعبنا المصري لا يزال وفيا للقضية الفلسطينية التي قدم من أجلها آلاف الشهداء في 5 حروب، وأنه مع غيره من الشعوب العربية والإسلامية قادر على تحويل هذا القرار الأمريكي إلى لعنة على من أصدره ومن أيده، وقادر على فضح من أعطى الضوء الأخضر له، أو صمت عليه".
وجدّدوا رفضهم لصفقة القرن، وما قد تتضمنه من مساس بالأرض المصرية، لافتين إلى أن قرار ترامب مقدمة لتنفيذ "صفقة القرن"، مجدّدين دعمهم الكامل لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أرضه التاريخية وعاصمتها القدس الشريف.
ومن أبرز الموقعين على البيان كل من: أيمن نور، وحازم عبد العظيم، وطارق الزمر، ومعصوم مرزوق، وسيف الدين عبد الفتاح، ومحمد محسوب، ويحيي القزاز، وقطب العربي، وعبد الموجود الدرديري، وجمال الجمل، وعصام تليمة، وحاتم عزام، وإيهاب شيحة، ومحمد الفقي، وإسلام الغمري، وخالد إسماعيل، وغادة نجيب، وماجدة رفاعة، وأكرم بقطر، ومايسة عبد اللطيف.
كما وقعّ محمد عباس، وطاهر مختار، وحسام الغمري، ومنذر عليوة، وحسام المتيم، وعبد الرحمن يوسف، وكريم الشاعر، ومجدي حمدان، ومحمد سعد خيرالله، ومحمد كمال، وسمير الوسيمي، وأسامة رشدي، وأحمد سالم، وشاهيناز مشعل، وماجدة محفوظ، وأحمد البقري، وأحمد دراج، وعمرو فاروق، وصفي الدين حامد، وسمية ناصف، وأحمد عبدالعزيز، وأحمد محمد حسين، ومحمد رؤوف غنيم، ومختار كامل.
وأكد حزب البناء والتنمية أن "هذا القرار يمثل عدوانا جديدا على حقوق الشعب الفلسطيني يضاف إلى سجل المواقف الأمريكية المنحازة دائما إلى الاحتلال"، محذرا من "تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة والعالم بأسره، والتي يتحمل مسؤوليتها صاحب ذلك القرار الذي يكشف زيف ادعاءات الإدارة الأمريكية بالحيادية في قيامها بدور الوساطة ويستفز مشاعر العرب والمسلمين وكل حر يعيش على وجه البسيطة بما يعزز مظاهر التوتر وينفث روح الكراهية".
وحيّا – في بيان له وصل "عربي 21" نسخة منه- كافة المواقف الدولية التي اتخذتها دول أو منظمات دولية أو إقليمية أو مؤسسات دينية أو مدنية لرفض هذه الخطوة بما يؤكد أن "قضية القدس تمثل موضع إجماع لدى المجتمع الدولي"، مؤكدا أن "التحركات التي جاءت في سياق التصدي لمثل هذا القرار لا ترتقي للتعامل مع حدث على هذه الدرجة من الخطورة".
وطالب الحزب الفلسطينيين بالإسراع في "إنهاء حالة الانقسام، وتجاوز آثارها، والتوقف عن التعاطي مع الإدارة الأمريكية بعد أن كشفت عن وجهها الحقيقي والامتناع عن التعاون الأمني والتفاوض العبثي مع الكيان المحتل"، داعيا منظمة التحرير الفلسطينية إلى سحب اعترافها بالكيان الغاصب.
كما دعا "البناء والتنمية" كافة الدول العربية والإسلامية ودول العالم "الحر" إلى التأكيد على "رفض هذه الجريمة، وسحب اعترافها بالكيان المحتل، وإيقاف عمليات التطبيع، وتفعيل سياسات المقاطعة الاقتصادية والدبلوماسية، ودعم ومساندة الشعب الفلسطيني في نضاله لاستعادة حقوقه المشروعة".
وشدّد المجلس الثوري المصري على أن "القدس عربية، وستظل مدينة واحدة تنتمي لأمتها وأرضها حق وحلال لأهلها، وأن الكيان الصهيوني كيان سرطاني في أرضنا الطاهرة مدعوما بشبكة الخيانة المتأصلة في الحكام العرب"، لافتا إلى أن هذا القرار الذي وصفه بالأرعن يؤكد على فشل ما تسمى بـ "عملية السلام وانهيار حل الدولتين المفعم بالخيانة".
ودعا المجلس الثوري – في بيان له- "كافة الشعوب العربية والإسلامية للانتفاضة لنصرة القدس الشريف، والعمل علي التوحد نحو هدف واحد هو تحرير البلدان من الحكام الخونة والمتواطئين، وتحرير القدس الشريف والمسجد الاقصى من براثن المحتل الغاصب".
واعتبر حزب الأصالة عملية نقل السفارة الأمريكية للقدس حلقة في سلسلة العمليات العدائية التي تقوم بها أمريكا تجاه الأمة الإسلامية، مؤكدا أن "تحرير القدس واستعادتها من أيدي الصهاينة هي مهمة مقدسة لن تتحقق سوى بالجهاد الذي شرعه رب العالمين لرد العدوان، وإن سماه الملحدون إرهابا".
وأعلن – في بيان له - تأييده "كل خيارات الكفاح والمقاومة تجاه العدو الصهيوني ومن يدعمه على كافة الأصعدة"، داعيا من وصفهم بالصادقين من أبناء الأمة وعلمائها لبذل "الوسع والجهد من أجل إقامة حركة مقاومة فاعلة، مع إيقاف كافة إشكال التعاون من الجانب الأمريكي ومن يشترك معه في أي عمل كان".
وهاجم حزب الاستقلال قرار ترامب قائلا إن "الحلف الصهيوني الأمريكي هو عدو الأمة العربية والاسلامية، وأن التخلص من التبعية لهذا الحلف البغيض أولوية أولى لتحرير أمتنا المغتصبة من قبل حكام أتباع لهذا الحلف المجرم".
وأضاف – في بيان له وصل "عربي 21"-: "الآن وقد ظهرت مواقف العدو الأمريكي الصهيوني واضحة وجلية في تحدي 400 مليون عربي و1,7 مليار مسلم بإعلانه القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ربما يدفع لتوحيد مسار الأمة العربية والاسلامية نحو الخيار الوحيد، وهو المقاومة لهذا الحلف وتأييد المقاومة المسلحة وفقط كخيار وحيد لاستعادة حقوق العرب والمسلمين المغتصبة في القدس وفلسطين".
وأكمل: "أيها العرب والمسلمون لا تتنظروا شيئا كبيرا من حكام الدول العربية أو الإسلامية الذين توددوا إلى ترامب ونيتنياهو ورضخوا لأوامرهم حفاظا على كراسيهم وعروشهم وضد إرادة شعوبهم، لا تتنظروا شيئا من اجتماعات الجامعة العربية أو الأمم المتحدة أو منظمة التعاون الإسلامي، فلن ينتج عنها سوى قرارات الشجب والإدانة".
وتابع: "لقد ماتت فعليا هذه المنظمات وانتهى دورها على عتبات التقسيم المطروح للمنطقة، والذي بات وشيكا أن يتحقق في العراق وسوريا وليبيا واليمن. إن قرار استعادة بيت المقدس في أيديكم أنتم كشعوب تعلم جيدا كيف يمكنها التأثير على الأمريكان والصهاينة من خلال التأثير على المصالح الخاصة لأمريكا في المنطقة العربية والإسلامية ومن خلال طرح قضية الاستقلال الوطني كأساس لتحرر وبناء نهضة شاملة إسلامية عربية، فهذه الدول لا تتأثر ولا تتعامل سوى بمنطق المصلحة وفقط".
كما دعا 10 مثقفين إلى سحب الاعتراف بإسرائيل، وبقرار التقسيم الذي رأوا أنه خدعةً كبرى، وكذلك اتفاق أوسلو، مطالبين الفلسطينيين جميعا بـ"المصالحة الحقيقية؛ حتى تلتف الشعوب حولهم؛ لأن العرق الفلسطيني والعربي هو المستهدف من جانب السرطان الصهيوني".
ودعوا الأمم المتحدة ودول العالم إلى "الدفاع عن هيبة القانون الدولي التي أعلن ترامب الحرب عليها، وعلى مصادرها"، محُذرين من سعي الولايات المتحدة إلى تغيير المرجعيات القانونية للقضية في الأمم المتحدة، ومطالبين المنظمات الحقوقية إلى "مقاضاة الحكومة الأمريكية لانتهاكها للقانون الدولي في فلسطين، وخيانة الأمانة، وادِّعائها بأنها ترعى عملية السلام".
وطالبوا جميع الحكومات العربية والإسلامية إلى رفع الحظر فورا عن الدعم الإنساني للفلسطينيين بكل الأشكال الممكنة؛ لإتاحة الفرصة لجميع المسلمين للتضامن المالي والالتحام بقضية القدس عبر دعم إخوانهم في فلسطين، وفي الشتات، وتأسيس إسناد مالي وإنساني مستدام، يوفر استقلالية مادية وأرضية اجتماعية لمقاومة الاحتلال"، داعين "الشعب الأمريكي إلى الوقوف ضد حكومته التي تعرِّض السلام الدولي للخطر".
ووقع على البيان كل من السفير عبدالله الأشعل (مرشح رئاسي سابق)، وبشير العبيدي (كاتب وباحث ومحاضر في حوار الثقافات)، ونادية كيلاني (شاعرة وروائية وصحفية)، وعبدالحميد ضحا (شاعر وروائي مصري)، ومنجية بن صالح (أديبة تونسية)، وعمر هزاع (شاعر سوري)، وعبد العالي كويش (شاعر مغربي)، وأسامة الهتيمي (كاتب صحفي مصري)، وسلوى البناني (حقوقية وشاعرة وتشكيلية تونسية)، وخالد الشريف (كاتب صحفي).
وقال حزب مصر القوية إن "هذا القرار البائس لن ينجح فى وأد قضيتنا العادلة؛ قضية فلسطين المحتلة، ولن يسلم الشعوب الحرة إلى اليأس والاستسلام، ولن يطفئ نيران الشعوب العربية والإسلامية الغاضبة المتأججة تحت الرماد"، لافتا إلى أنه "سيكون فى طليعة القوى الوطنية المناهضة لسياسات واعتداءات الكيان الصهيوني على أرضنا ومقدساتنا، وأن كل الخيارات مفتوحة أمام الشعوب لرد هذا العدوان".
وأردف: "لم يكن قرار ترامب مفاجئا، رغم مخالفته لكل قرارات الأمم المتحدة وكل الأعراف والقوانين الدولية، ولم تعد ردود الأفعال العربية الرسمية تشغل أحدا من قادة العالم؛ فقد كان القرار نتيجة طبيعية لسنوات طوال مارست فيها الأنظمة العربية سياسات التطبيع والهرولة والانبطاح أمام العدو الصهيوني، أملا في سلام دافئ زائف".
واستطرد "مصر القوية" قائلا: "لم تعد تحذيرات الملوك والرؤساء من انفجار الوضع في المنطقة تقلق صناع تلك القرارات الاستعمارية؛ فالجميع يعلم أن هؤلاء مندوبون يحكمون المنطقة بالوكالة، وقد نجحوا فى مهمتهم بعد أن قضوا على روح الربيع العربى وأسقطوا إرادة الشعوب وسحقوا ما تبقى من قوى المجتمعات".
وتابع أن "هذا الإعلان المشؤوم لم يبق على أي قناع على وجه الإدارة الأمريكية، ولم يترك لها مجالا بعد الآن للشكوى من الإرهاب الأسود، فقد أكد ترامب أنه أحد أكبر صناعة و داعميه؛ حين اعتدى على حرمة المقدسات الدينية بعد أن أهان أصحابها مرارا في خطابه العنصري البغيض، ليدفع بالشباب الغاضب اليائس إلى دوامة سوداء لا يعلم أحد نهايتها".
وطالب البرلمان المصري بالخارج بسحب اعتراف السلطة الفلسطينية بإسرائيل، وقطع كافة أشكال الاتصال والعلاقة الفلسطينية مع إدارة ترمب، ورفع شكوى في مجلس الأمن ضد أمريكا لخرقها القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن فيما يتعلق بالقدس الشريف، وتفعيل كل الشكاوى وجرائم الحرب ضد دولة الاحتلال في المحاكم الدولية.
وشدّد – في بيان له - على "مطالبة الدول العربية والإسلامية بالالتزام بقرارات قممهم بخصوص قطع العلاقة مع إدارة ترمب، والاستجابة لدعوة أردوغان لاجتماع عاجل لمنظمة التعاون الإسلامي بهدف حشد العالم الإسلامي كله ضد القرار الأمريكي وتهويد القدس"، داعيا لإطلاق مظاهرات وفعاليات شعبية ضخمة في كافة دول العالم، وتفعيل حملات المقاطعة الشاملة ضد الاحتلال الإسرائيلي العنصري.