هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "بلومبيرغ" مقالا للكاتبة فيفيان نيريم، تقول فيه إن فيضانات جدة الأخيرة هي صورة مكررة لفيضانات أخرى شهدتها المدينة قبل أعوام.
وتشير الكاتبة في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ألقى اللوم في حدوث هذه الفيضانات على الفساد، مستدركة بأن "السعوديين يتساءلون بعد الفيضان الأخير متى سيحقق الأمير وعوده؟".
وتقول نيريم: "عندما نزل المطر في الفجر، حضر عامر فاروق نفسه للأسوأ، وخرج في سيارته الجيب الحمراء للمساعدة في جهود الإغاثة، حيث كان يعرف أن جدة ستغرق في المياه، وكان محقا فعلى بعد 15 دقيقة من بيته وجد عشرات السيارات غارقة في الفيضان".
وتضيف الكاتبة: "قد تكون السعودية تحت إدارة جديدة، إلا أن المشاهد في ثاني أكبر مدنها كانت مألوفة، حيث ضرب الفيضان جدة في عامي 2009 و 2011، وقتل فيه أكثر من 100 شخص، وألقى السعوديون باللائمة على الفساد والغش في البناء، وقد أنفقت مليارات الدولارات إلا أنها فشلت في إنشاء مصارف صحية جيدة".
وتلفت نيريم إلى أن "فيضانات 21 تشرين الثاني/ نوفمبر تركت السعوديين يتساءلون عما تغير منذ تولي الأمير ابن سلمان ولاية العهد، وقتل في الفيضان ثلاثة على الأقل، وقضى فاروق (28 عاما) طوال اليوم وهو ينقل الناس إلى بر الأمان، ومع مرور العاصفة وغوص المواطنين المحبطين أو عبورهم الشوارع الغارقة بالمياه بالقوارب، سأل الكثيرون السؤال ذاته، ووصلوا إلى الجواب ذاته".
وينقل الموقع عن عبد الرحمن عشقان (31 عاما)، قوله: "مضت عشر سنوات على الفيضان الأخير"، وقال صاحب القهوة التي تسرب الماء من سقفها، رغم أن فوقها سبعة طوابق أخرى: "بعد ذلك جرى تحقيق، وهذا الكلام كله وماذا حدث؟ لا شيء".
وتستدرك الكاتبة بأنه "رغم اعتقال مسؤولين وسجنهم في التحقيق الذي جرى في الفيضان الأول في جدة، إلا أن الأمير محمد أعاد فتح التحقيق كجزء مما قدمه على أنه دفعة في مكافحة الفساد، التي سجن فيها عدد من الأمراء والمسؤولين ورجال الأعمال".
وتفيد نيريم بأن "الأمير يقول إنه سينهي اعتماد السعودية على النفط، وسيخفف من القيود الاجتماعية، ويسحق التطرف الإسلامي، وهي طموحات ينظر إليها بشك في الخارج، حيث يتم التعامل مع أي محاولة لمحاربة الفساد على أنها جزء من عملية تجميع السلطة، وفي المملكة هناك تفاؤل من نوع ما، لكن عليه أن يحافظ على حسن النية من المواطنين السعوديين وتحقيق وعوده، مثل بناء شوارع لا تغرق في المياه عندما تمطر السماء".
ويورد الموقع نقلا عن غريغوري غوس من جامعة "تكساس إي أند أم"، قوله: "وعد والآن عليه الوفاء.. ومن الواضح أنه يبني الغضب الشعبي من الذين انتفعوا من النظام، لكنه أصبح الآن النظام، وقد لا يتمكن من وقف الغضب الشعبي، الذي يشبه حنفية الماء".
وتبين الكاتبة أنه "مع إصلاح أهل جدة بناياتهم المتضررة، وسياراتهم التي أعطبها المطر، فإنهم لا يهتمون كم عدد الذين اعتقلوا، والمال الذي تم تحصيله، فكل ما يريدونه هو رؤية نتائج، حيث قال عبد العزيز المغربي (21 عاما) مخاطبا الحكومة: (يجب أن تصلحي وضعك)، وأضاف: (لقد أمطرت لساعات وانظري ماذا حدث)".
وتنوه نيريم إلى أنه "مضى على تولي الملك سلمان ثلاثة أعوام تقريبا، حيث بدأ ينقل السلطات واحدة تلو الأخرى لابنه وولي عهده الأمير محمد، وتم تهميش المنافسين المحتملين له كلهم، والنتيجة أنه لم ييق أحد ليعرقل خطط الأمير".
وتقول الكاتبة إن "الأمر الآخر هو أنه لم يتبق أحد ليلقي عليه اللوم في حال لم يف بالتوقعات الكبيرة، حيث يقول الباحث السعودي في جامعة إكستر البريطانية هاشم الغنام: (هناك الكثيرة من الثقل على كتفي ولي العهد.. ويتوقع الناس التعامل مع الأزمات هذه المرة بطريقة مختلفة)".
وتذكر نيريم أن من أجل أن يثبت موقفه، فإن الشاعر السعودي مفرح الشقيقي نشر صورة لولي العهد على "تويتر" ومعها مناشدة "من 2009 وحتى اليوم يغرق الناس"، وقال: "لم تنفع الحلول والوعود سراب والشوارع فضيحة، وببساطة فليس لدينا إلا أن أنت سيد العدالة".
وينقل الموقع عن رجل الأعمال البارز تركي الرشيد، قوله إن تفوق التوقعات العامة على قدرات الحكومة خطير، مشيرا إلى أهمية تحمل العبء بين عدد من الجهات، وأضاف: "فلو كان هناك شخص واحد فإن التوقعات ستترفع حتى السماء".
وبحسب الكاتبة، فإن آخرين، مثل الباحث غير المقيم في المجلس الأطلسي، يرون أن المعايير المتدنية التي وضعتها الحكومات السابقة لمستويات الحياة تلعب لصالح ولي العهد، ما يعني أن لديه "مساحة للتحرك والتحسين"، وسيكون قادرا على التفوق على توقعات السكان.
وتؤكد نيريم أن "هناك واقعا اقتصاديا صعبا يكمن خلف جهود الحكومة استعادة أموال من الأثرياء السعوديين، منه تراجع أسعار النفط إلى نصف ما كان عليه عام 2014، بشكل وضع ضغوطا على الإنفاق العام، بالإضافة إلى أن الأمير يتخلى عن الحرس القديم مقابل الجيل الجديد".
وتختم نيريم مقالها بالإشارة إلى قول اليحيى إن المحفزات تقوم على مكافأة من يقود بلدية جدة ويحقق نتائج.