هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
استحوذت القضايا الاقتصادية وملف واقع ومستقبل سوريا على مجمل المؤتمر الصحفي المقتضب والقصير الذي جمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سوتشي الروسية التي احتضنت قمة الرئيسين.
وقال الرئيس التركي طيب رجب أردوغان الاثنين، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ألغى القيود التي كانت مفروضة على بعض الصادرات التركية إلى روسيا.
وأعلن أردوغان خلال المؤتمر صحفي عن رغبته في إلغاء العمل بتأشيرات الدخول بين تركيا وروسيا، إضافة لتطوير العلاقات السياحية والثقافية بين البلدين.
وأكد أنه تم الاتفاق مع بوتين على تعميق العلاقات الثنائية التركية الروسية، مشيرا إلى أنه تم التبادل مع الجانب الروسي وجهات نظر البلدين حول الأزمة السورية.
ولم يشر الزعيمان إلى تفاصيل ما جرى بحثه فيما يخص الملف السوري وباقي ملفات المنطقة الساخنة، في ظل التصعيد الحاصل بين الرياض وطهران.
اقرأ أيضا: محللون: هذا ما سيناقشه أردوغان مع بوتين في سوتشي
وعلى الرغم من أن روسيا هي أحد أبرز حلفاء النظام السوري، فيما تقدم تركيا دعما كبيرا للمعارضة يعمل البلدان سوية في السنتين الأخيرتين على إيجاد وسيلة للخروج من الحرب، خصوصا عبر عملية آستانا للسلام، وهما عراباها مع إيران.
وأدت هذه الجهود المشتركة إلى إقامة مناطق خفض توتر في بعض أنحاء سوريا، فتراجع العنف، لكنها لم تؤد إلى وقفه بالكامل.
وفي بداية اللقاء مع الرئيس التركي في مقر إقامته في سوتشي، أعرب بوتين عن ارتياحه بالقول: "نعمل في الواقع على كل محاور" التعاون "ولدينا العادة الحسنة التي تقضي بمناقشة مواضيع الساعة بطريقة عملانية".
من جانبه، أكد أردوغان، كما جاء في ترجمة كلامه إلى اللغة الروسية: "أنا على اقتناع بأن لقاءنا اليوم سيكون فعالا جدا".
وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف إن موضوع النقاش الرئيسي سيكون "الوضع في سوريا، وعمل مناطق خفض التوتر ومتابعة عملية التسوية السياسية".
وأكد وزير الخارجية التركية مولود تشاوش أوغلو أمام الصحافيين أن "الحل الأفضل" للنزاع في سوريا "سياسي".
واعتبر أنه "من دون وقف إطلاق نار، لا يمكننا الحديث عن حل سياسي (...) لقد أحرزنا تقدما في هذا الاتجاه ويمكننا أن نعطي أهمية أكثر للعملية السياسية".
مصير الأسد
وقد التقى أردوغان وبوتين في أيلول/سبتمبر الماضي في أنقرة، وقررا الضغط لإنشاء منطقة خفض توتر في منطقة إدلب شمال سوريا.
ومنذ ذلك الحين، اقترحت روسيا جمع كل القوى السياسية السورية، للتوصل إلى تسوية سياسية للنزاع الذي أسفر عن أكثر من 350 ألف قتيل. لكن المعارضة والبلدان الغربية أعربت عن شكوكها في هذا الشأن ولم يتحدد أي موعد.
ومن المتوقع عقد جولة محادثات جديدة في جنيف بدءا من 28 تشرين الثاني/نوفمبر بإشراف الأمم المتحدة.
وسمح التدخل العسكري الروسي للنظام السوري باستعادة السيطرة على قسم كبير من الأراضي السورية لكن موسكو تواجه صعوبات في إحراز تقدم على المستوى السياسي.
ومنذ بدء الحرب في سوريا عام 2011، فشلت كل المحاولات للتوصل إلى حل سلمي ولا يزال مصير الرئيس السوري بشار الأسد يشكل العقبة الأساسية.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، أكد الخبير الروسي أليكسي مالاشينكو، أن "روسيا، الموجودة في وضع بالغ الصعوبة (في سوريا)، لا تستطيع بكل بساطة السماح لنفسها بخسارة حلفاء أو حتى شركاء"، موضحا أن بوتين وأردوغان "يحتاج كل منهما إلى الآخر" في هذا النزاع.
وكان الرئيسان قد تصالحا في آب/اغسطس 2016، بعد أكثر من عام على أزمة خطيرة في علاقاتهما نجمت عن إسقاط تركيا طائرة روسية على الحدود السورية أواخر 2015.
وتعبيرا عن الوفاق بين البلدين، أعلن أردوغان في أيلول/سبتمبر أنه وقع مع روسيا عقدا لشراء منظومات دفاعية مضادة للطيران من نوع اس-400، مما أثار قلق الحلف الأطلسي الذي تنتمي إليه تركيا.
وقال مالاشينكو إن من المتوقع أن يكون الاقتصاد أيضا أحد مواضيع النقاش بين الرئيسين.