أكدت مختصة
إسرائيلية في الشؤون العربية، أن رئيس الانقلاب المصري عبد الفتاح
السيسي، ومعه رئيس مخابراته، يعملان على عدم انهيار جهود
المصالحة الفلسطينية، وفي حال نجاح جهودهما سيشكل ذلك مفاجأة سيئة جدا لـ"تل أبيب".
الطاولة السوداء
قالت محررة الشؤون العربية في صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، سمدار بيري، إن وفد حركة التحرير الوطني الفلسطيني "
فتح"، الذي يضم قيادات فتحاوية معروفة مثل؛ عزام الأحمد وروحي فتوح، سيتوجه للقاهرة بعد غد، من "أجل الجلوس على طاولة العمل السوداء أمام وفد
حماس".
ولفتت، إلى أن "حماس تصر على إحضار صالح العاروري (نائب رئيس المكتب السياسي لحماس)، والذي ارتبط اسمه بسلسلة من الهجمات في الضفة الغربية واختطاف إسرائيليين".
وأشارت محررة الشؤون العربية في مقال لها بـ"يديعوت"، إلى أنه "لا حاجة لتوضيح من هي العروس الخطيرة، فالمسؤولية ستنتقل الآن إلى الجنرال خالد فوزي، رئيس المخابرات المصرية، الذي سيركض بين الغرف، ويبحث عن صياغات وسطية لضمان عدم انهيار المصالحة".
انهيار المصالحة
وقالت: "الحقيقة؛ أن أي من الأطراف المعنية ليس له مصلحة حقيقية في توحيد المعسكر الفلسطيني، وأبو مازن (محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية) ليس غبيا، وهو يهتم بإرسال وفده مع توجيه قاطع بعدم التنازل في موضوع جمع الأسلحة في غزة"، مشيرة إلى تصريحه الذي أكد فيه "أنه لن يوافق على وجود نموذج لحزب الله اللبناني في غزة".
ومن جهتها، "تشك حماس بأن الوسيط المصري يسعى لتحقيق المصالحة فقط لمنع تسلل العناصر الإرهابية وتهريب الأسلحة إلى سيناء، كما أنه ليس من قبيل المصادفة أن ناطقين باسم حماس يعلنان الآن عن تقارب مع إيران"، وفق بيري التي نوهت أنه "لا يوجد تلميح أكثر وضوحا، بأن هناك خيار آخر هو أن موردي السلاح من طهران ليسوا نائمين".
وأضافت: "لقد تعهد قائد حماس بغزة يحيى السنوار، بكسر عنق أي شخص يعيق المصالحة، وعليه دعنا نرى كيف سيعالج جمع الأسلحة ويتعامل مع 40 ألف ناشط من الجناح العسكري لحماس ومسلحي الجهاد الاسلامي".
وزعمت محررة الشؤون العربية، أن السيسي، ورئيس مخابراته "يستعدان لمنع سيناريوهات الانهيار"، مؤكدة أنها "ستكون مفاجأة سيئة جدا لإسرائيل إذا ما نجحت مصر في تحقيق اتفاق مصالحة".
ولكن السؤال؛ بحسب بيري، "ما مدى ضلوع إسرائيل في الصورة، وما هو عمق آخر الأنباء التي تصل من القاهرة؟"، مضيفة: "ها هو كاريكاتير آخر لأمية جحا يشكك في المصالحة، فترسم على فرع شجرة واحدة يجلس بنيامين نتنياهو والسيسي كما لو أنهما يستمتعان، حتى يقوم السيسي بقص الفرع الذي يجلس عليه نتنياهو ويسقط كليهما في الهاوية".
وتابعت: "وعلى الفرع المقابل يجلس أبو مازن والسنوار، متصالحان، وقائد حماس يقطع الفرع كي يسقط أبو مازن"، مضيفة: "هذه الرباعية تسقط على رؤوس مليوني فلسطيني تعساء، لا تجد لديهم أي بارقة أمل"، وفق زعمها.