أثار اعتذار قائد القوات التابعة للبرلمان الليبي في طبرق، خليفة
حفتر، عن حضور القمة الإفريقية الخاصة بليبيا، في الكونغو، ردود فعل وتكهنات حول أسباب عدم الحضور.
ولم يذكر مكتب حفتر أسباب الاعتذار، لكنه اكتفى بقوله: "المشير قدم اعتذارا رسميا لرئيس الكونغو عن حضور القمة المزمع عقدها السبت المقبل"، دون ذكر أسباب ذلك.
وتحضر دول جوار
ليبيا، وهي تونس والجزائر والنيجر وتشاد والسودان ومصر، القمة التي ستبحث الأزمة الليبية وإمكانية تقديم مساهمة إفريقية في حلها.
رسالة السويحلي
من جهته، أكد مصدر مسؤول أن سبب اعتذار حفتر عن المشاركة في القمة الإفريقية، جاء تنفيذا لطلب رئيس جمهورية الكونغو بعد رسالة من رئيس المجلس الأعلى للدولة، عبد الرحمن السويحلي، التي هدد فيها بعدم المشاركة في جلسات القمة في حال وجود حفتر فيها، وأن القرار غير قابل للتفاوض إطلاقا، بحسب صحيفة "عين ليبيا" المحلية.
والسؤال: ماذا سيكون رد فعل الدول المشاركة في القمة، ومنها مصر الحليف الأكبر لحفتر، على غياب الأخير؟ وهل سيتم تجاوز حفتر مستقبلا في أي لقاءات بخصوص الأزمة الليبية؟
طرف عسكري من الغرب
من جهته، أكد الضابط برئاسة الأركان الليبية بطرابلس، العقيد عادل عبد الكافي، أن "غياب حفتر جاء استجابة لطلب السويحلي وتهديداته بعدم الحضور؛ لأن رأي الأخير أنه يجب أن يكون هناك طرف عسكري ممثل للغرب الليبي مقابل لحفتر أو غياب حفتر نفسه".
وأضاف لـ"عربي21": "هناك معلومة تقول إن حفتر حاول الضغط على رئيس البرلمان عقيلة صالح لعدم الحضور، بعد اعتذار حفتر، لكن صالح رفض ذلك"، حسب قوله.
وبخصوص تأثير هذا الاعتذار أيا كانت أسبابه، أكد عبد الكافي أن "هذا الاعتذار سيؤدي إلى تجاوز حفتر دوليا بل وربما إقليميا، خاصة مع وجود حالة تذمر من قبل أعضاء في البرلمان (في طبرق) ضد مخططات حفتر للسيطرة على حكم البلاد، كذلك هناك تذمر قبائلي ضد مشروع حفتر"، كما قال.
وقالت الناشطة السياسية ميرفت السويحلي، المقربة من
حكومة الوفاق الليبية في طرابلس، إن "الغياب طبيعي كون القمة سياسية ولا علاقة للعسكر بها".
وأوضحت لـ"عربي21"، أن "حضور حفتر كان سيتطلب من المنظمين جلب عسكريين آخرين، ولهذا لا يجوز خلط الأمور، وهذا ما ذكره السويحلي في رفضه لوجود حفتر"، بحسب رأيها.
خلاف مع السراج
لكن وزير التخطيط الليبي الأسبق، عيسى تويجر، رأى من جانبه؛ أنه "من الصعب التكهن بدوافع حفتر الحقيقة من الاعتذار"، مضيفا: "قد يكون السبب هو إفشال أي محاولة للتقارب مع هذه الأطراف (المجلس الرئاسي ومجلس الدولة)؛ لأن هذا قد يتناقض مع سعي المشير إلى اعتلاء سدة الحكم، دون المرور بالانتخابات أو التقيد بدستور"، وفق تقديره.
وقال في حديث لـ"عربي21": "ربما لأن القمة الإفريقية ليست حليفة لحفتر، وليست بالقوة التي تجعل عدم حضوره محل انتقاد، ناهيك عن التوتر والخلافات بينه وبين السراج بعد تعيين الأخير رئيسا للأركان ووكيلا للداخلية من المنشقين على" حفتر، كما قال.
حضوره "مضيعة للوقت"
وقال الناشط والكاتب من بنغازي، جبريل العبيدي: "لا أعتقد أن اعتذار المشير حفتر بسبب رسالة مفترضة من منتحل صفة رئيس مجلس الدولة عبد الرحمن السويحلي؛ لأن الأخير لا يقوى أصلا على الوقوف أمام القائد العام، ولكن أعتقد أن الدعوة كانت موجهة لرئيس البرلمان وهو الممثل السياسي الحقيقي"، على حد قوله.
وأضاف: "حفتر جلس لأكثر من مرة مع السراج، ولكن الأخير نكث العهد بمجرد عودته إلى حضن المليشيات في طرابلس، مما يكون تكرار الجلوس إلى السراج نوعا من العبث ومضيعة للوقت"، كما قال لـ"عربي21".
وبخصوص تجاوز حفتر مستقبلا، رأى عبيدي أن "هذه من المستحيلات، فالجيش الليبي بدعم الشعب أصبح الرقم الأصعب في المعادلة ليس محليا فقط بل دوليا، ولعل تصريحات الرئيس الفرنسي الأخيرة وهرولة جونسون" (وزير خارجية بريطانيا) إلى بنغازي أكبر دليل"، حسب وصفه.