نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا للكاتبة إزابيل كيريشنر، حول التحقيقات مع رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو وزوجته فيما يتعلق بالفساد، والتساؤلات التي يطلقها البعض عن مدى إمكانية نتنياهو الاستمرار مع ما تصوره الرسوم الكرتونية بألسنة اللهب التي بدأت تصيب بيت نتنياهو، حيث يقول المعلقون إن الخناق بدأ يضيق حول عنقه.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن نتنياهو كان موضوع تحقيق في قضيتي ابتزاز لعدة شهور، تتضمنان هدايا غير مشروعة من أصدقاء أثرياء، وصفقات سرية مع قطب من أقطاب الصحف، في محاولة للحصول على تغطية إيجابية، لافتا إلى أن الصفعة الأخيرة جاءت عندما وقعت الشرطة صفقة شاهد دولة مع رئيس الموظفين لإدارة نتنياهو آري هارو، الذي كان أحد أكثر المقربين له، حيث قالت الشرطة قبل يوم في وثيقة تتعلق بالمفاوضات مع هارو، ولأول مرة، إن نتنياهو مشتبه به بالقيام بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.
وتورد كيريشنر نقلا عن محللين، قولهم في ضوء هذه التطورات إنه يبدو أن رئيس الوزراء الذي بقي في منصبه أطول فترة بعد ديفيد بن غوريون، سيواجه في النهاية تهما، وهو ما يملأ دورته الرابعة بالاضطرابات والمكائد، مشيرة إلى أن السؤال الذي يطرحه المنتقدون له هو كم من الوقت يمكن له أن يبعد عن نفسه نهايته السياسية التي تلوح في الأفق.
وتذكر الصحيفة أن كاتبة العمود السياسية الشهيرة سيما كدمون، كتبت في صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوم الأحد، قائلة: "وقع آري هارو اتفاقية شاهد دولة؛ لأن لديه شيئا يدلي به"، وأضافت أنه إن كانت السلطات مستعدة أن تخفف العقوبة عن هارو، الذي يحاكم بخصوص اهتماماته التجارية الخاصة، إلى 6 أشهر خدمة مجتمع، فإن "نتنياهو رجل ميت يمشي".
ويلفت التقرير إلى أن أي إدانة حقيقية لن تكون قبل عدة أشهر على الأقل، مشيرا إلى أن معظم المحللين، بمن فيهم كدمون، يشكون في أن وضع نتنياهو، الذي ينكر القيام بأي عمل خاطئ، سيتغير في أي وقت قريب.
وتنقل الكاتبة عن الخبير في القانون الدستوري في الجامعة العبرية في القدس البروفيسور باراك مادينا، قوله بأنه لا يتحتم على رئيس الوزراء الاستقالة من منصبه، حتى وإن أدين بموجب القانون الإسرائيلي، وإن أوصت الشرطة بتوجيه تهمة له فإنه يجب أن يوافق المدعي العام على ذلك بعد الاستماع لرئيس الوزراء، لافتة إلى أنه ليست هناك سابقة في إسرائيل بأن وجهت مثل هذه التهمة لرئيس وزراء وهو ما يزال في منصبه، إلا أن الأستاذ مادينا قال إنه إذا أوصت الشرطة بتوجيه تهم خطيرة، مثل الارتشاء ضد نتنياهو، سيكون من الصعب عليه البقاء؛ لأن الضغط السياسي والشعبي سيزداد.
وتقول الصحيفة إن نتنياهو يحاول أن يصور أن الأمور تسير بشكل طبيعي، حيث يعلق في شريط فيديو وضعه على "فيسبوك" على التطورات القانونية الأخيرة، بالقول إنها "ضجيج في الخلفية"، وقال إنه سيستمر في إدارة شؤون الدولة، بما في ذلك توسيع المستوطنات، مشيرة إلى أنه تحدث في بث قبل الاجتماع الأسبوعي يوم الأحد بأنه سيستضيف رئيس توغو، وأن هناك زيارة قادمة له لأفريقيا، وانتقد مكتبه ومؤيدوه التحقيق ووصفوه بأنه مطاردة له بهدف الإطاحة به.
وينقل التقرير عن الوزير في حكومة نتنياهو، تزاهي هنيغبي، قوله على الإذاعة الإسرائيلية: "في هذه المرحلة وبموجب القانون، فإن كل مواطن إسرائيلي، وبالتأكيد رئيس الوزراء، يعد بريئا تماما.. ولذلك فهو يدير الدولة في موازاة إدارته للمعركة القانونية".
وتذكر الصحيفة أنه تم إطلاق سراح سلف نتنياهو إيهود
أولمرت من السجن، بعد أن قضى 16 شهرا من حكم بالسجن لمدة 27 شهرا؛ لارتكابه جرائم، تتضمن
الرشوة والاحتيال وإعاقة العدالة وخيانة الأمانة، واضطر أولمرت للخروج من السلطة عام 2008 تحت ضغط التحقيقات، لكنه بقي رئيس وزراء مؤقتا حتى تمت الانتخابات المبكرة عام 2009.
وتفيد كيريشنر بأن اسم نتنياهو ورد في تحقيقات للشرطة تتعلق بمقربين منه، وإحدى تلك الفضائح تتعلق بصفقة قيمتها مليارا دولار لشراء غواصات وسفن حربية من مورد ألماني، ويصف المنتقدون القضية بأنها أكبر قضية
فساد في تاريخ إسرائيل، حيث تلامس التناقض في المصالح والأمن القومي، منوهة إلى أن الوكيل الإسرائيلي لشركة السفن الألمانية مايكل غانور، قام بتوقيع صفقة شاهد دولة مع المحققين الإسرائيليين، وقضى محاميه ديفيد شيمرون، وهو محامي نتنياهو وابن عمه من الدرجة الثانية، عدة أيام مؤخرا تحت الإقامة الجبرية.
وتنوه الصحيفة أنه مما يضيف إلى مشكلات عائلة نتنياهو، أن الشرطة حققت مع زوجة نتنياهو، سارة، الأسبوع الماضي للمرة الرابعة، كجزء من التحقيق في تهم بأن الأموال العامة استخدمت في مساكن نتنياهو، بالإضافة إلى أن الابن الأكبر لنتنياهو، يائير نتنياهو، لفت الانتباه لنفسه بتصرفاته الفجة، ووقع بينه وبين ابن أولمرت مشاحنة عبر الإعلام الاجتماعي.
وبحسب التقرير، فإن ناقدي يائير، البالغ من العمر 25 عاما، يقولون إنه ابن مدلل لا يزال يعيش بإسراف مع أبويه في السكن الرسمي لرئيس الوزراء، وعلى حساب دافعي الضرائب، لاففتا إلى أنه عندما كان يتمشى مع كلب العائلة "كايا" الشهر الماضي، طلبت منه امرأة تقطن المنطقة ذاتها، أن يميط ما أحدثه كلبه على الطريق شتمها بإشارة قبيحة.
وتبين الكاتبة أن منظمة يسارية غير حكومية قامت بعد أيام بنشر انتقاد لاذع لنمط الحياة التي يعيشها يائير نتنياهو، الذي رد بنص طويل ولاذع على صفحته على "فيسبوك"، وتساءل لماذا ينتقد هو ولا ينتقد أبناء رؤساء الوزراء الآخرين مثل ابن شارون، الذي تم سجنه، أو ابن أولمرت "وعلاقته مع رجل فلسطيني وما يعني ذلك للأمن القومي"، واختتم رده بإشارة تعبيرية قبيحة وكومة من البراز.
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن أريل أولمرت اتهم في رد له على "فيسبوك" باللغتين العربية والعبرية نتنياهو الابن بنشر الأكاذيب حول "صديقه الخيالي"، واتهمه بالعنصرية ومعاداة المثلية، وقال أولمرت الابن إنه يعيش مع امرأة، ويعمل لكسب قوته، بالإضافة إلى أنه يحاول أن ينظف خلف كلبه.