هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
مرت تونس منذ أسبوع بأحد أهم المحطات الانتخابية المتعلقة بانتخاب 350 مجلس بلدي (بمثابة "الحكومة" المحلية) بصلاحيات جديدة غير مسبوقة..
لم يؤثر وجود ترامب في البيت الابيض في تقليص "الدعم الامريكي للتجربة الديمقراطية". لكن افاق هذا الدعم يبدو محكوما ببديهيات مثيرة للجدل اهمها اولوية النزاع العلماني-الاسلامي.
الدولة العصرية التونسية القائمة على ديمقراطية تشاركية ستتعزز وحدتها بتقارب الدولة مع مصالح المواطنين والتماهي معها واسترجاع الثقة فيها عبر حكم محلي قريب من الناس.
"الأنظمة الهجينة" بالنسبة لدياموند هي تلك الأنظمة التي تتوفر رسميا على نظام سياسي يتيح التعددية السياسية وعلى انتخابات دورية لكنها عمليا غير "تعددية" أو غير "ديمقراطية".
في كل الحالات نحن إزاء عملية إحراق لجيل يختزن الاحتجاج وتنظر إليه الدولة كخطر محتمل، هو تصدير لعرض البحر ومخاطر لقنابل موقوتة، وإغراق لأحلام أجيال من المعطلين. وفي كل الحالات نحن إزاء جريمة دولة تتجاوز طرفا سياسيا بذاته.
مع فقدان داعش لخلافتها، فإنها تنتقل إلى تمرد عصابات في العراق وسوريا، يتصاعد محاولاته لتدمير التماسك الاجتماعي في الدول الغربية، وهو يبذل قصارى جهده لنشر الرسالة وجمع المؤيدين عبر الجنوب العالمي.
حفتر ليس في الوقت الراهن في القوة التي كان يتمتع بها في السابق. اذ تحيل عديد المؤشرات على ان تحالف الشرق الذي يمثله وخاصة القبائل الكبرى التي لا ينتمى اليها التي توافقت عليه فقط للضرورة بصدد سحب غطائها له.
كل الاطراف التي تورطت في تمرير قانون السبسي لتطبيع الفساد الاداري وهي التي ستتورط في تحوير النظام السياسي ليضمن ترسيخ الحكم الفردي والعائلي للسبسي وابنه ولوبياتهم وبقية مريديهم على اليمين واليسار كل هذه الاطراف ماتت سياسيا.
الوجود الأمريكي العسكري في ذاته هو جزء من المشكل، بوصفه بديلا عن ديناميكية أفغانية فعلية بقيت معطلة لأسباب ذاتية، لكن أيضا لأسباب موضوعية تخص التدخلات الخارجية المتعددة.
رغم كل هذه الطموحات المنفلتة التي ربما تقطع مع سياسة خارجية محافظة لا يبدو الوضع في السعودية بسيطا قابلا لتغييرات ربما تمس من مسلمات عقائدية وروحية أساسية في علاقة بالدولة العبرية..
ليست قضية جزيرتي تيران وصنافير قضية تتبع القانون الدولي أو "السيادة" الشكلية القانونية، بل كانت دائما، وبناء على المعطيات الواردة في محاججات كل الاطراف واولها محاججات سلطة السيسي التي تسعى بحماس يفوق حماس اي حكومات سابقة بما في ذلك خلال نظام حسني مبارك، كانت دائما قضية سياسية بامتياز. وهي الان ايضا
تم قمع دموي في تطاوين لمعتصمين تصرفوا بسلمية بالغة وتعرضوا لمحاولات اختراق متواصلة. لم تقدم الحكومة اي توضيحات حول التحقيق في ذلك وخاصة في دهس المواطن انور السكرافي.
تقرير "الأزمات الدولية" مجرد مؤشر آخر إلى أن العين الدولية التي تنظر إلى تونس من بعيد، ولكن بكثير من التدقيق، لا تبدو مرتاحة لما يجري.
يبدو ترامب بشكل متزايد غارقا في مستنقع روسي من كل الجهات، الداخلية كانت أو الخارجية. ولا يبدو أن ذلك بصدد المساعدة على تحسين وضعه.
المشكل في الثقة في منظومة الحكم، وليس في الحكومة الحالية فحسب، لكن الأخيرة تقوم بصب الزيت على النار عندما لا تفهم هذه اللغة المختلفة وتقابلها بإجراءات روتينية.