الحقيقة السياسية الثابتة أن الشعب الأردني والشعب الفلسطيني هما الغائبان عن كل ما يجري بشأن ترتيبات تقرير مصيرهما ومستقبلهما من قبل دول المنطقة والدول الكبرى
يُعرف عن النظام الأردني البراغماتية الشديدة جدا في تلمس مصالحه، والبحث عن استقرار المملكة من وجهة نظره. ومن طبيعة تعاملاته السابقة نجد أن النظام اتخذ خطوات تصعيدية غير متوقعة، وفي الوقت ذاته تغاضى عن كثير من الأمور، وتخطاها برحابة صدر، ما يجعل كل الاحتمالات الثلاثة ممكنة التطبيق.
عندما انسل الدكتور خالد الكلالدة من صفوف المتظاهرين في الربيع العربي وانضم إلى حكومة عبد الله النسور وزيرا للتنمية السياسية كانت الهجمة عليه شرسة، فكان يرد انتظروا للأخر واحكموا على تجربة خالد الكلالدة في المشاركة.
لم يعد خافيا بان النظام الأردني يدعم جمعية جماعة الإخوان المسلمين، وهذا ظهر واضحا وجليا من خلال السرعة في إنجاز ترخيص لها باسم جماعة الإخوان المسلمين دون المرور بالنظام البيروقراطي المعتاد..
هذا المقال غير معني بالخلاف الدائر في البيت الإخواني فلا شك بأن لكل من وجهات النظر المختلفة جزءا من الحقيقة ولديها جزء من الأخطاء وإن كان بنسب مختلفة ومتفاوتة..
قد لا يكون هذا المقال معنيا بالخلاف الجاري داخل البيت الإخواني ولكنها فرصة للوقوف على أسباب الرفض ومناقشتها كونها انطلقت من ثوابت فكرية أكثر منها أسبابا واردة في معرض الصراع..
الصدمة الكبيرة التي تعرض لها النظام الأردني والشعب الأردني والعربي والحس الإنساني كانت كبيرة، الأردن يبدو أنه استوعب الصدمة خلال اليومين الماضيين وانتقل إلى مرحلة رد الفعل إلى مرحلة من يصنع الحدث، لكن هل سيشارك الأردن في حرب برية ضد داعش؟
الشرق الأوسط أو الشرق الأدنى المنطقة الأكثر توترا في العالم، الحروب والحروب الأهلية والصراعات الطائفية والتجاذبات الإقليمية كلها بيئة سياسية متحركة وملتهبة تعصف بالمنطقة..