إن عودة نظام الإمارة الإسلامية التي عاد علمها ليرفرف فوق القصر الرئاسي هو هزيمة سياسية وإيديولوجية كبرى للإمبراطورية الأمريكية، التي صُدمت بالطريقة التي سيطرت من خلالها حركة طالبان على البلاد بأقل من عشرة أيام..
في حالة حزب النهضة أصبح الدفاع عن وجوده كتنظيم هدفاً أسمى، وقد خضع لما أطلق عليه ميشيلز "القانون الحديدي للأوليغارشية"، حيث تهيمن قلة على توجهات الحزب وقراراته. إذ تظهر نزعة هيمنة القلة لدى التنظيمات التي تبرز من خلال قضية عادلة من خلال التوجه نحو الدفاع عن ذاتها ووجودها، ويصبح التنظيم هو الهدف..
الولايات المتحدة بدأت إعادة النظر في مسألة حرب الإرهاب، والعودة إلى الجيوسياسة المرتكزة إلى التنافس العالمي مع دول أمثال الصين، والانسحاب من حرب الإرهاب لإعادة التوازن الاستراتيجيي نحو آسيا المحيط الهادي، التي بدأت مع الرئيس أوباما وتواصلت مع ترامب وتترسخ مع بايدن..
لا يبدو أن حروب أمريكا الأبدية ستنتهي، بل ستأخذ منحى جديداً. فقضية السياسة الخارجية التي تتمتع باتفاق الحزبين الديمقراطي والجمهوري وأكد عليها الرئيس السابق دونالد ترامب والحالي جو بايدن؛ هي الحاجة إلى إنهاء تورّط الولايات المتحدة في "حروب لا نهاية لها" في الشرق الأوسط..
لم يعجز جيش سلطة أوسلو عن تحقيق الحماية للشعب الفلسطيني من اعتداءات الجيش الإسرائيلي المتواصلة فحسب، بل أصبح أيضا يشارك في قمع الشعب الفلسطيني والتآمر عليه وقتله..
الحلول الجديدة التي تقدمها الولايات المتحدة وأوروبا وحلفاؤهما العرب تحاول إعادة إنتاج الحلول القديمة، التي تستند إلى هرطقات حل الدولتين، والذي يقوم على ضمان وجود دولة إسرائيل بسماتها العنصرية اليهودية ونظام فصل عنصري، إلى جانب إقامة دولة فلسطينية وهمية..
المواجهة الأخيرة سوف تبدل إلى الأبد منظورات الأمن القومي الإسرائيلي، إذ لم تعد عقيدة مكافحة التمرد الاستعمارية فعالة، وفشلت في جوانبها المادية والرمزية..
يؤسس "الحدث" الفلسطيني الجاري بمعناه الفلسفي، والذي لا نعثر له على تسمية مكافئة حتى اللحظة، تاريخاً مفصلياً يقطع مع ما قبله ويؤسس لما بعده في تاريخ المسألة الفلسطينية، فلأول مرة تنكشف ثغرة في جدار المستعمرة الاستيطانية العنصرية الصهيونية على الصعيد الاستراتيجي
معظم إشكالات الإسلام السياسي في علاقته بالدولة؛ ناتجة عن التباس الصلة بين الديني والسياسي، إذ يجب التخلص من فهم العلمانويّة باعتبارها تراجع الدّولة عن الدّين، وكمقابل للدّين، أو كتنحيةٍ للدّين إلى المجال الخاصّ، بل باعتبار العلمانوية شكلاً من أشكال تدقيق الدّولة الحادّ باستمرار..
حالة ولاية وسط أفريقيا تكشف عن القصة ذاتها دوماً حين يتداخل الإرهاب والجيوسياسة، حيث تتشكل الأسباب الجذرية للعنف من الاستبداد وغياب الحوكمة وحضور الفساد، وضعف الدولة والانقسامات الإثنية والعرقية والدينية، والخلافات السياسية، والتدخلات..
الأسلمة والهيمنة لا يمكن أن تفضي إلى تأسيس دولة إسلامية، ليس بسبب تناقضها مع الأساس الفلسفي للدولة القومية فحسب، بل بسبب طبيعة الدولة القومية العربية الدكتاتورية التي تستند إلى قوة المؤسسات العسكرية والقانونية..
تبدو خيارات بايدن في أفغانستان محدودة للغاية، فقد تحدثت وسائل إعلام أمريكية عن ثلاثة خيارات قدمها فريق بايدن العسكري والأمني بخصوص التعامل مع اتفاق السلام مع طالبان..
لا تعدو الانتخابات الأمريكية بالنسبة للعالم العربي وكافة بلدان العالم الثالث عن كونها عملية ديمقراطية تمثيلية احتفالية شكلية؛ يجري من خلالها تبادل مواقع الإدارة بين الديمقراطيين والجمهوريين، دون أن تفضي إلى تغيّر جذري في بنية النظام السياسي الرأسمالي الإمبريالي..
في سياق حالة الانحدار والانقسام والفوضى التي يعيشها فرع القاعدة في اليمن، لم يعلن تنظيم القاعدة حتى اللحظة ما يؤكد أو ينفي اعتقال "باطرفي"، رغم تداول وسائل إعلام محلية في اليمن خبر اعتقال "باطرفي" ومقتل اثنين من أبرز قيادات التنظيم..
الهجوم الانتحاري المزدوج الذي نفذه تنظيم الدولة، يشير إلى نقلة نوعية في تكتيكات حرب الاستنزاف التي يقودها التنظيم منذ تحوله إلى حالة المنظمة، وأن الأسباب الجذرية لعودة التنظيم عميقة، وتنغرس في بيئة مسمومة من الفساد والطائفية التي شكلت الأركان الراسخة لعراق ما بعد الاحتلال الأمريكي..